الربا في اللغة : هو الزيادة ” قال الله تعالى ” فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ” وقال ” أن تكون أمة أربى من أمة ” أى أكثر عدداً ، يقال : أربى فلان على فلان إذا زاد عليه ، وهو فى الشرع ، الزيادة في أشياء مخصوصة , والربا على ضربين : ربا الفضل ، وربا النسيئة “
أقسام الربا :
يقول الفخر الرازي ” أعلم أن الربا قسمان :
-ربا الفضل.
أما ربا النسيئة فهو الأمر الذي كان مشهوراً متعارفاً في الجاهلية ، وذلك أنهم كانوا يدفعون المال على أن يأخذوا كل شهر قدراً معيناً ، ويكون رأس المال باقياً ، ثم إذا حل الدين طالبوا برأس المال ، فإذا تعذر عليه الأداء ، زادوا فى الحق والأجل ، فهذا هو الربا الذى كانوا في الجاهلية يتعاملون به .
ويعرف الفقهاء ربا الفضل بأنه : كل ربا حال زاد على الدين الأصلي ، ولو اختلف وصف الشيء المقترض ، ويعرفه البعض بأنه الزيادة عندما توجد المماثلة .
قال قتادة ” إن ربا أهل الجاهلية يبيع الرجل البيع إلى أجل مسمى ، فإذا حل الأجل، ولم يكن عند صاحبه قضاء زاده وأخر عنه “
وقال مجاهد ” كانوا في الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين ، فيقول لك كذا أو كذا وتؤخر عني ، فيؤخر عنه.
ويقول أبو بكر الجصاص ” إن ربا الجاهلية إنما كان قرضا مؤجلاً بزيادة مشروطة ، فكانت الزيادة بدلا من الأجل ، فأبطله الله تعالى وحرمه “
الربا في الجاهلية:
يقول الطبري ” إنما كان الربا في الجاهلية فى التضعيف وفي السن ، يكون للرجل فضل دين فيأتيه إذا حل الأجل فيقول له : تعفينى أو تزيدنى ، فإن كان عنده شيء يقضيه قضى ، وإلا حوله ألي السن التي فوق ذلك ، إن كانت ابنة مخاض يجعلها ابنة لبون في السنة الثانية ، ثم حقه ، ثم جذعه ، ثم رباعياً ثم هكذا إلى فوق ، وفي العين يأتيه ، فإن لم يكن عنده أضعفه في العام القابل ، فإن لم يكن عنده أضعفه أيضاً ، فتكون مائة فيجعلها إلى قابل مائتين ، فإن لم يكن عنده جعلها أربعمائة يضعفها له كل سنة أو يقضيه “
(مختصر من تفسير الرازى وتفسير القرطبى )