ذكر الله من العبادات السهلة على النفس، الخفيفة على اللسان، الثقيلة في الميزان، فيستحب للإنسان أن يديم ذكر الله تعالى، فإن ذلك سيسره يوم تسود وجوه، وتبيض وجوه، ففي في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه قال: “كنّا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: أيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ في يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدُنَا ألف حسنة؟ قال: يُسَبِّحُ مئة تَسْبِيحَةٍ فَتُكْتَبُ لَهُ ألفُ حَسَنَةٍ، أَوْ تُحَطُّ عَنْهُ ألْفُ خَطِيئَةٍ.
كما يستحب للإنسان أن يرشد غيره إلى الخير، ويدله على أبواب الجنة، ففي صحيح مسلم من حديث عبدالله بن مسعود : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله).
لكن من دل أحدا على خير فليس معنى هذا أن كلامه يجب تنفيذه، فمن أتته رسالة على هاتفه أن يبلغ ما وصله إلى عدد معين من الناس، فهو في حل من أمره، إن شاء أن يصنع، وإن شاء أن لا يصنع، حتى لو كان من أرسل إليه قال له، أحملك الأمانة، وأمثال هذه الكلمات، وعلى ذلك فمن ذكر غيره بذكر الله، وأرشده أن يذكر غيره فقد أحسن، سواء أكان عن طريق الهاتف، أو غيره، لكن من وصلته الرسالة لا يجب عليه إبلاغها لغيره، حتى لو حمله الأمانة، أو أقسم عليه أن يفعل، لكن يستحب إجابة طلبه إذا أقسم من غير وجوب.