الأمر لا يقتضي تضييع شيء من الصلاة ، فيمكن للمسلم أن يستعد بالوضوء قبل المغرب ثم يصلي المغرب ولو بالنادي نفسه ، ثم يبدأ الرياضة ، وبعد أن ينتهي منها يصلي العشاء ، ووقت العشاء واسع إلى نصف الليل، مع أن الحرص على أدائهما جماعة أفضل ، فقد ورد في التنفير من الصلاة منفردا ما يقشعر له البدن.
وإذا لم يكن هذا ممكنا ، وكانت هذه الرياضة في دائرة الحاجات التي تنزل منزلة الضرورات فلا بأس أن تصلى المغرب والعشاء جمع تأخير ، بأن يصليهما معا بعد العشاء ، ناويا الجمع ، جمعا دون قصر ، فقد أجاز الحنابلة هذا.
جاء في كتاب الفقه الإسلامي وأدلته :
يجوز الجمع عند الحنابلة لمن له شغل، أو عذر يبيح ترك الجمعة والجماعة، كخوف على نفسه أو حرمته أو ماله، أو تضرر في معيشة يحتاجها بترك الجمع ونحوه. وهذا منفذ يلجأ إليه العمال وأصحاب المزارع للسقي في وقت النوبة (أو الدور).انتهى.
ويقول الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى- رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:
وعند الحنابلة يسن الجمع تقديما بعرفة وتأخيرا بالمزدلفة ، ولا يجمع في السفر إلا إذا بلغ مسافة القصر، ويجوز للمريض الجمع إذا شق عليه الصلاة في وقتها ، وكذلك للمرضع المستحاضة دفعا لمشقة الطهارة عند كل صلاة”ومثلهما من به سلس بول ” ويجوز الجمع للعاجز عن معرفة أول الوقت كالأعمى أو الساكن تحت الأرض كعمال المناجم مثلا، ولمن خاف على نفسه أو ماله أو عرضه أو يخاف ضررا يلحقه فى معيشته بترك الجمع-وفى ذلك تيسير على العمال الذين يستحيل عليهم ترك العمل لأداء كل صلاةفى وقتها- كما قالوا : يجوز الجمع بين المغرب والعشاء خاصة بسبب الثلج والبرد والجليد والوحل والريح الباردة والمطر الذى يبل الثوب وتحصل به المشقة، ولا فرق فى ذلك بين أن يصلي في داره أو بالمسجد ولو كان طريقه مسقوفا ، والأفضل أن يختار الأسهل عليه من التقديم والتأخير، مع شروط وضعوها لجواز التقديم والتأخير كالترتيب ونية الجمع والموالاة ودوام العذر… .