قسم الفقهاء الأعمال الصادرة من الإنسان إلى مرحلة الهم ومرحلة القصد والفعل، فأما مرحلة الهم أو الخاطر فلا يرتب الشارع عليها أثرا فقهيا، وأما القصد والنية فيحاسب عليها بقدرها من الإثم، أما الفعل فيكتب سيئة .
يقول الأستاذ الدكتور عبد العزيز القصار الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الكويت:
قسم الفقهاء الأعمال إلى مرحلة الهم ومرحلة القصد والفعل، فأما مرحلة الهم أو الخاطر فلا يرتب الشارع عليها أثرا فقهيا لقوله (ﷺ): “إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به صدورها ما لم تقل أو تفعل” رواه البخاري، وقال الله سبحانه وتعالى: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {286} البقرة. جاءت في بيان رفع الحرج عن الناس في ما حدثت به أنفسها لقوله تعالى : (لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {284} (سورة البقرة) فنسخت هذه الآية، وأثبت الله تعالى الحساب لمن قال أو فعل.
ولكن إذا تعدت مرحلة الخاطر والهم إلى فعل وأثر حينئذ يحاسب عليه الإنسان، وهذه قاعدة في الهم أنه إذا تحول إلى عمل أو قول حوسب عليه الإنسان؛ ولهذا يقول النبي (ﷺ): “من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشر حسنات، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة فعملها كتبت عليه سيئة”، وهو دليل على عدم المؤاخذة على ما في الصدور.
غير أن النوايا السيئة هي من خواطر إبليس، فيجب على الإنسان المؤمن أن يبعد تلك الخواطر؛ إذ إن الله عز وجل قد يرفع أو يخفض إنسانا بسبب نيته، فقد قال (ﷺ) في الحديث: “من لم يكن له مال فتمنى أن لو كان له مال لأنفقه في سبيل الله فهو كمن أنفق ماله في سبيل الله أو فهما في الأجر سواء، ومن لم يكن له مال فأراد أن يصرفه في الحرام لو كان له مال فهما في الإثم سواء” وهو كما قال ﷺ.