التشريع الإسلامي نظم العلاقة بين الرجل والمرأة مراعيا الاستعداد الطبيعى لكل منهما ، والمهمة الأساسية التي خلقا من أجلها ، والمكان المناسب الذي يباشر فيه كل منهما نشاطه ، بروح التعاون والاشتراك في المسئولية لصالح الطرفين ولصالح المجتمع .
وإن عدم الفهم الصحيح لهذا الإطار التعاوني ولإمكانات كل من الطرفين يتيح الفرصة للتأثر بالآراء المتطرفة . ويحمل المرأة بالذات على النضال من أجل المساواة الكاملة بينها وبين الرجل ، مع التغاضي عن التفاوت في القدرات ونسيان شرف المهمة الأساسية المناسبة لها ، وهذا يحول الرجل من شعوره بالحب نحو المرأة والعطف عليها لضعفها ورقتها ، إلى الشعور بالكراهية والنفور، وإلى الغلظة والقسوة في معاملتها ، شأن كل عدوين يناضلان في معركة حامية وجها لوجه.
وتنقلب الحياة الزوجية بالذات من السكن والمودة اللتين جعلهما الله آية من آيات حكمته ونعمة من أكبر نعمه في خلق المرأة للرجل والتزاوج لتكوين أسرة مستقرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع والخلية الأولى في جسم الجنس البشرى المؤهل لتحقيق الخلافة في الأرض - تنقلب إلى جحيم يصلاه كل منهما ويصلاه النسل والمجتمع كله .
وإذا سادت روح التعاون بين الزوجين فلا ضير أن يساعد الزوج زوجته في كل أعمال البيت؛ ولسنا أشرف ولا أكرم من رسول الله ﷺ الذي كان في مهنة أهله. وهو القائل: ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي “.