صلاة الجماعة سنة مؤكدة عن رسول الله ،واظب عليها في حياته ،وحث عليها أمته ،ولكن إن عجز الإنسان عن صلاة الجماعة لمرض يمنعه عن الخروج للمسجد ،فلا مانع من ذلك ،وله ثواب صلاة الجماعة إن شاء الله تعالى .

يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي الأستاذ بجامعة الأزهر:

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ ـ قال: صلاة الرجل في الجماعة تُضعّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسة وعشرين ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلى الصلاة، ثم لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث، اللهم صل عليه اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في مصلاه ما انتظر الصلاة” رواه الخمسة.

وعن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ ـ قال: “صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة.

هذه بعض الأحاديث التي وردت في فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد في بيته أو في سوقه، مما يحث على أن يحرص المصلي على حضور الجماعة في المسجد والحصول على الدرجات التي جعلها الله للذين يذهبون إلى المساجد للصلاة فيها، فيرفع الله درجاتهم ويحط عنهم خطيئاتهم في كل خطوة من خطواتهم. وقد امتدح الله الذين يعمرون مساجد الله بالصلاة والعبادة والذكر وتلاوة القرآن، فمن كان حريصا على هذا الأجر فليجتهد للحصول عليه ولا يتركه إلا لعذر يمنعه من الذهاب إلى المسجد، فقد قال الله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، والله تعالى يقول: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) .

فإذا كان هناك مرض يمنع من الذهاب إلى المسجد أو يخاف المريض زيادة مرضه إذا خرج في وقت الفجر أو فـي الليـل مثلا فإن الله يعفو عنه ويعذره لمرضه، بل إن الله لفضله وكرمه يكتب له من الحسنات ما كان يفعله حال صحته، ففي الحديث الشريف “من كان مريضا أو مسافرا كتب الله له ما كان يفعله صحيحا مقيما”، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.