يقول الدكتور سامي بن عبد العزيز الماجد-عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالسعودية-:
هذا وسوسة من الشيطان؛ ليصد المؤمنين عن حفظ القرآن، ولو أخذ كل أحد بهذه الطريقة ما أقدم أحد على عمل صالح يعزم على المداومة عليه، ولتركه خشية أن يمل وينقطع عنه، وعلى المسلم أن يحسن النية، فمن أحسن النية وأخلص العمل لله كان قمناً أن يعينه الله عليه، ومن حفظ شيئاً من القرآن بنية صالحة فهو مأجور -إن شاء الله-، ولا يضيع أجر حفظه حتى لو نسي شيئاً من ذلك.
ومن نسي شيئاً من القرآن لعذر أو لكثرة الصوارف والشواغل التي تفرضها ظروف الحياة وطلب المعيشة، فهو في ذلك معذور إن شاء الله. المهم ألا يلتفت إلى المخاوف التي يثيرها له الشيطان ليصرفه عن هذه القربات.
وأما الحديث الوارد عن النبي ﷺ: “اطلع على حسنات أمته وذنوبها حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، فما وجد ذنباً أعظم من رجل أوتي آية من القرآن ثم نسيها”،، فقد رواه ابن خزيمة في صحيحه (1297)، والترمذي (2916)، وأبو داود (461)، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه -، لكنه حديث ضعيف، قال الترمذي: حديث غريب، وضعَّفه الألباني، واستغربه البخاري. وضعَّفه ابن عبد البر في التمهيد (14/136)
وقال ابن عيينة: النسيان المذموم هو ترك العمل به، وليس من انتهى حفظه وتفلَّت منه بناسٍ إذا عمل به، ولو كان كذلك ما نسي شيئاً منه، قال تعالى: “سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله” (شرح الزرقاني 17/2) على موطأ مالك.