يقول النبي ﷺ : مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ..الحديث رواه البخاري) ، والمفاتيح الخمسة هي المذكورة في قوله تعالى : “إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “، فكيف تفسر هذه النصوص أمام توصل الإنسان اليوم بالعلم الحديث والتقنية المتطورة في علم الطب والأرصاد إلى معرفة الكثير عن الجنين في بطن أمه ومعرفة زمان ومكان نزول المطر.
يقول الشيخ عبد الباري الزمزمي:
لا تناقض بين الآية وما توصل إليه الإنسان في هذا العصر من الاكتشافات والابتكارات العلمية، فالآية تقرر استئثار الله عز وجل بعلم الغيب، وما توصل إليه الإنسان اليوم ليس بعلم الغيب بل هو من علم الشهادة ذلك أن الطبيب لا يستطيع أن يعرف ما في بطن المرأة إلا بعد استعمال الأشعة الكاشفة عن الجنين فيراه الطبيب وغيره صورة على شاشة التلفاز، وفي هذه الحال لا يكون الجنين غيبا بل يصير صورة مشاهدة ومعاينة.
وكذلك الشأن في التنبؤ بنزول المطر في وقت معلوم ومكان معلوم، فإنه يعتمد على رصد الأجواء ومجرى الرياح وسير السحاب وكلها علامات يستدل بها على قرب نزول المطر ، وفي الحديث: (إذا نشأت بحرية ثم تشامت فتلك عين غديقة) (رواه مالك بلاغا، والحديث وإن كان ضعيفا فهو صالح للاستئناس به في هذه المسألة)، يعني إذا تكونت سحابة في جهة البحر ثم مالت إلى ناحية الشام فتلك سحابة ذات مطر غزير، وهذا بالنسبة لوضع المدينة المنورة، فعلم الإنسان يقوم على المشاهدة والمعاينة وليس كذلك علم الغيب، فهو العلم الذي لا يستند إلى الوسائل والأسباب، وهو العلم الذي استأثر به علام الغيوب .أ.هـ