الاقتراض من البنك الذي يأخذ فوائد غير جائز، إلا في حال الضرورة الشديدة، وبعض الأشخاص يحاولون إقناع أنفسهم أنهم واقعون في الضرورة ، وهذه الضرورة تجعلهم يأخذون القروض الربوية؟
والجواب أن الضرورة تقدَّر بقدرها، فلا يصح تحت مظلة الضرورة أن يفتح الباب على مصراعيه أمام الاقتراض بفوائد من البنوك.
ويمكن للمحتاج الاقتراض من الأصدقاء ما يسدد به دينه أو جزء من دينه، أو يدخل فيما يسمى بالجمعيات، أو يدبر نفسه من أي طريق بعيد عن الاستدانة بالربا؛ لأن الدين همٌّ بالليل وذلٌّ بالنهار، ولا يحسبن الإنسان أن الاقتراض من البنوك بالربا سيخفف من الأزمة التي هو فيها بل سيضاعفها عليه، ويخرج من كونها أزمة بسيطة إلى أزمة مركبة يكون مهددا فيها بالسجن لو لم يسدد، ويكون قد سكب على النار بنزينا، وفر من الموت وفي الموت وقع، وكما قال شاعر العربية البحتري:
المُستَجيرُ بِعَمرٍ عِندَ كُربَتِهِ كَالمُستَجيرِ مِنَ الرَمضاءِ بِالنارِ
فاجتهد أيها المسلم في البعد من البنوك الربوية وتوكل على الله وضع نصب عينيك قول الله سبحانه وتعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب… ).
ومن أخلص نيته مع الله ويريد صدقا الإبتعاد عن الربا فسيجعل الله له مخرجا من حيث لا يحتسب فقط لنيته الصادقة وعزمه التام وإصراره على البحث عن مخرج له بالحلال من أزمته التي هو فيها وذلك إرضاء لله تعالى.