يجوز الاعتكاف في أي يوم من أيام السنة، ويصح بيوم وليلة، ولكن أفضل الاعتكاف اعتكاف العشر الأواخر من رمضان اقتداء بالنبي ﷺ.
يقول أ.د.أحمد يوسف سليمان :
اعتكف النبي -ﷺ- في العشر الأواخر من رمضان، واعتكف أيضًا في شوال؛ فالاعتكاف هو المكث في المسجد مدة معينة، وفي مذهب الإمام الشافعي من الممكن أن تكون لحظة، وعند غيره أقله يوم بليلة ليكون المعتكف صائمًا؛ ولذلك فيجوز الاعتكاف في رمضان، وفي العشر الآخرة، والعشر الوسطى، والعشر الأولى، ويجوز اعتكاف يوم أو يومين أو أكثر أو أقل.
لكن الأفضل هو الاعتكاف في العشر الأواخر اقتداءً بالنبي – ﷺ- من جهة، وطلبًا لليلة القدر من جهة أخرى، وعلى المعتكف أن يشغل نفسه بذكر الله وطاعته.
هل كان النبي يعكتف في العشر الأواخر
الاعتكاف سنة، وهو لزوم المسجد لطاعة الله تعالى للتفرغ للعبادة، في الليل أو النهار، ساعة أو يومًا، أو ليلة أو أيامًا أو ليالي، سنة كما قال الله تعالى: ( وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ) [البقرة:187].
وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه اعتكف العشر الأواخر من رمضان، وفي بعض السنوات تركها، لبعض الأسباب، واعتكفها في العشر الأول من شوال، فهو سنة وفي رمضان أفضل، وفي العشر الأخيرة أفضل.
وإن اعتكف في غير رمضان كشوال أو ذي القعدة أو ذي الحجة أو المحرم أو غير ذلك فلا بأس، فهو سنة مطلقة في جميع الزمان، لكن في المساجد خاصة، والأفضل أن يكون الاعتكاف في مسجد فيه جمعة حتى لا يحتاج الخروج إليها، فإن اعتكف في مسجد آخر ليس فيه جمعة فلا بأس، إذا جاءت الجمعة يخرج إليها، فالمعتكف يقصد بعبادته وجه الله تعالى، والتفرغ للعبادة والأنس بالله جل وعلا.
هل للاعتكاف وقت معين وهل يشترط في رمضان
ليس للإعتكاف حد محدود ولو ساعة من الزمان، ولا يشترط له الصوم، فلو اعتكف وهو مفطر فلا بأس على الصحيح، وقال بعض أهل العلم لابد أن يكون صائما، ولكن ليس براجح، هذا جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: “لا اعتكاف إلا بصوم”، وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: “ليس على المعتكف صوم إلا أن يجعله على نفسه” -يعني: إلا أن ينذره- ، المقصود أنه ليس بشرط هذا الصواب، لأن العبادات توقيفية، فلا يشترط فيها إلا ما شرطه الشارع، وليس في الأدلة ما يدل على وجوب الصوم للاعتكاف.
فلا بأس أن يعتكف وإن كان مفطرا، ولا بأس أن يكون ليلا أو نهارا، وقد ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه سأل النبي ﷺ فقال: إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال له: أوف بنذرك، قال له النبي ﷺ أوف بنذرك، والليل ليس محل صوم.