قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، هذه هي حكمتُه الكبرى، وتلك هي فائدته العظمى؛ تربية النفس، صلاح القلب، تقوى الله عز وجل.

وهل كل من صام حصل التقوى وخرج بالمقصود؟

فقد قال النبي : (رُبَّ قائمٍ حظُّه من قيامه السَّهَر، ورُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجوع والعطش).

كيف يمكن أن نحصِّل التقوى في رمضان؟

1- الاستعداد لرمضان.

2- عقد العزم على تعمير شهر رمضان بالطاعات، والتخلص فيه مِن المعاصي والسيئات.

3- الاستعداد للعمل، والبذل، والتضحية، وزيادة الطاعات.

فالنبي كان إذا دخل رمضان أو اقترب دخوله، يقول لأصحابه: (قد جاءكم شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتَح أبواب الجنة، وتُغلَق أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، مَن حُرم خيرَها فقد حُرِمَ)؛ أخرجه أحمد والنسائي، وصحَّحه الألباني.

4-استحضار ثواب الصيام.

إن استحضار الثواب يُعِين العبد على صدقه وإخلاصه، ومن ثَم تحصيل التقوى؛ ولهذا قال النبي : (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدم من ذنبه)؛ متفق عليه.

وقال : (قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له، والحسنة بعَشْر أمثالها، إلى سبعِمائة ضِعف، إلا الصيام؛ فإنه لي، وأنا أَجزي به)؛ رواه مسلم.

حكم الاستنماء في رمضان قبل أذان الفجر وبعده

الحكم في المسألة يفرق فيه بين أمرين:
الأمر الأول: إذا كان قد مارس العادة السرية قبل أذان الفجر فصومه صحيح ولكن حسبه أن يستغفر الله تعالى إذا كان الاستمناء عادة له.
الأمر الثاني: أن يكون قد مارس العادة السرية بعد أذان الفجر فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن إخراج المني في نهار رمضان مبطل للصوم، لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله قال: “كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: (إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي…”.

هل في الاستنماء كفارة

المستمني لم يدع شهوته، وهذا رأي جمهور أهل العلم.
وإذا كان الاستمناء مبطل للصوم فالواجب هو القضاء فحسب وليس عليه كفارة فالكفارة لا تجب إلا بالجماع.

ماذا يفعل من ابتلي بالاستنماء

ينبغي له الإكثار من الاستغفار، والأعمال الصالحة، والبعد عن المثيرات من مسلسلات وأفلام وغيرها، وعليه بالمبادرة بالزواج إن استطاع إليه سبيلاً، وإلا فليكثر من الصيام ولزوم رفقة صالحة، وليحذر قرناء السوء.