الاستسقاء بالنجوم معناه طلب الغيث ونزول المطر من النجوم أو عند وجود نجم معين، وكان هذا من صنيع الجاهلية فقد كانوا يقولون: سقينا بنوء كذا، يعني عند ظهور نجم كذا.
فنبههم النبي ﷺ على خطورة هذا الاعتقاد وهذا القول غير الصحيح، لأن النجوم مخلوقات لله لا تنفع ولا تضر وليست سببًا في سقوط الأمطار أو عدم سقوطها، بل السبب الحقيقي لجميع المخلوقات والكائنات هو الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء قال الله سبحانه وتعالى: “وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين”، وقال: “وهو الذي ينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام.
هل يجوز الاستسقاء بالنجوم:
النجوم ليس لها تصرف في إنزال المطر ولا في غيره، وإنما الله خلقها لثلاث زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها.
فلا يجوز الاعتقاد فيها غير ذلك من أنها يحصل بها السقيا أو غير ذلك، بل يجب الحذر من عمل الجاهلية، وقد أنكر الله عليهم ذلك بقوله تعالى: ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ )[الواقعة: 82] يعني حظكم ونصيبكم من شكر الله أنكم تكذبون أنه من الله وتنسبونه إلى غير الله جل وعلا.
حكم الاستسقاء بالأنواء:
يقول النبي ﷺ: أربعة في أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة يعني على الميت.
يعني أن الغالب أن الأمة يقع فيها هذا البلاء، إلا من رحم الله من أهل الإيمان والتقوى.
وهكذا حديث زيد بن خالد الجهني أن النبي ﷺ خطبهم بعد صلاة الفجر يوم الحديبية حين صلح الحديبية مع أهل مكة، على إثر مطر من الليل فلما سلم من الصلاة خطبهم وأخبرهم: “أتدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم! قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب” فهذا فيه التحذير من هذه العبارة أن لا يقال مطرنا بنوء كذا وكذا، أو بنجم كذا بل مطرنا بفضل الله ورحمته، أما إذا قال مطرنا في نجم كذا في وقت كذا في الشتاء؛ فهذا إخبار عن الظرف عن الوقت، أما الباء تقتضي السببية فلا يجوز؛ لأن الله ما جعلها أسبابا؛ فنسبة الشيء إليها غلط ومنكر، وسماه الرسول ﷺ كفرا، فإذا كان يعتقد أنها هي التي تنزل المطر أو لها تصرف في الكون صار شركا أكبر، وإن كان لم يعتقد ذلك فهو كفرٌ أصغر.
وإذا اعتقد أن لها تصرف في الكون أو أنها تسبب نحسا لقوم أو شرا لقوم أو خيرا لقوم فهذا كفر أكبر.
وقال في الحديث ابن عباس أنهم قالوا: لقد صدق نوء كذا وكذا، يعني في إنزال المطر وفي وجود كذا ووجود كذا، فهذا صدق مثل مطرنا بنوء كذا وكذا فالمعنى واحد.
فالواجب الحذر من خصال الجاهلية وعدم التأسي بهم في ذلك.
ماذا نقول إذا نزل مطر:
كان النبي ﷺ إذا مطر قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، اللهم صيبًا نافعًا، وهذه هي السنة.