الايمان بالله شرط أساسى لتقبل العمل وتجديد النية، وجعل العمل خالصا لوجه الله هو الأصل فى كل الأعمال.
يقول فضيلة الشيخ” محمدالغزالى”فى كتابه”ليس من الإسلام”جاء فيه:
المفروض في الإيمان أنه:
– تصديق بالحقيقة الكبرى.
-واعتراف بالوجود الأعلى.
-وشعور بمنزلة الإنسان المحدودة أمام رب واسع، بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه.
-ثم للإيمان – إلى جانب هذا كله – وظيفة لا تنفك عنه، هي: أنه القوة الباعثة على العمل الصالح.
القوة التي توجِّه الإنسان إلى الله فيما يفعل، وفيما يترك، وفي شؤون حياته كلها.
وكما أنّ للمعدة (إفرازات) تهضم الطعام، وتستخلص أطيب ما فيه ليفيد الجسم منه، “فللعقيدة الإلهية” خواص مشابهة تحول بها الأعمال العامة عبادات مقبولة، وتضفي عليه معنى خالصًا، ترتفع به إلى الله.
وفراغ القلب من هذه العقيدة، معناه سقوط الأعمال التي تصدر عن الإنسان، وكونها بمنزلة أحط من أن تحظى بثواب الله.
إن الإيمان بالله شرط صلاح العمل وقبول السعي، قال الله عز وجل: “يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَار (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَاب (40)” [ غافر]
إلا أن الحياة المائجة بسعي البشر – سحابة النهار وزلفًا من الليل – لا يحكمها الإيمان المجرد.
وأكثر الأعمال يقوم بها أصحابها، وهم ذاهلون عن ربهم، ذاكرون لأنفسهم وأهوائهم.
وللإسلام أحكام حاسمة في تقدير الأعمال، بحسب النيات التي تلابسها، فهو يقبل منها ما أريد به وجه الله، ويرفض ما أريد به غيره، مهما كان حسنًا في ظاهره.
وقد خلق الناس مقاييس أخرى – غير ما أنزل الله – جعلوها محور الحكم على قوم بالخير، وآخرين بالشر.