الجمع بين الصلوات جائز إذا دعت إلى ذلك ضرورة أو حاجة، ومحاضرات الجامعة ليست عذرا يبيح ترك الصلاة أو التخلف عن أدائها في وقتها، ولكن يجوز الجمع بين الصلوات جمع تقديم أو تأخير، فيجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، أما ظهر الجمعة فلا يجوز بحال أن يتخلف عنها ولو اضطر إلى التخلف عن الدراسة في هذا اليوم.
يقول سماحة المستشار فيصل مولوي -نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء-:
يجب على المسلم أداء الصلاة في وقتها المحدد قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً).
وقد حدد الله تعالى في القرآن الكريم ثلاثة أوقات فقال: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر)، فالدلوك هو وقت الظهر والعصر، يبدأ من زوال الشمس أي من الظهر، والغسق هو وقت المغرب والعشاء، ويبدأ من غروب الشمس، والفجر هو وقت صلاة الفجر، ويبدأ عند الفجر الصادق.
ثم جاءت السنة الصحيحة فحددت وقتي الظهر والعصر بالتفصيل، ووقتي المغرب والعشاء، وأمر رسول الله صلَى الله عليه وسلَم بالتزام هذه الأوقات الخمسة، وجعل هذا الالتزام أحب الأعمال إلى الله، فيجب على المسلم الحرص على الصلاة في وقتها المحدد (وقت الأفضلية أو الاختيار، أو الوقت الضروري) ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
وقد أجاز بعض العلماء الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء للحاجة. بناء على أن لهما وقتا موسعاً واحداً حسب ما ورد في الآية الكريمة، وبناء على أن رسول الله صلَى الله عليه وسلَم جمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء في غير سفر ولا مرض ولا مطر حسب رواية مسلم عن ابن عباس، وعندما سئل ابن عباس عن سبب ذلك قال: أراد أن لا يحرج أمته. واشترط من أباح ذلك على المسلم أن لا يتخذ الجمع عادة.
وبناء على ذلك نقول: يجوز جمع العصر مع الظهر، والمغرب مع العشاء، وهذا الجمع أفضل من قضاء الصلاة، وذلك طالما وجدت الحاجة إلى ذلك، وطلب العلم حاجة تبيح الجمع في ظلّ الظروف التي تتحتم على الإنسان إذا كان لا يستطيع فعلا الخروج للصلاة في وقتها، بخلاف تضييع الصلاة فإنه لا يجوز ولو كان السبب طلب العلم.
أما صلاة الجمعة فهي فريضة باتفاق الفقهاء وعلى المسلم أن يحرص على أدائها ولو بين وقت وآخر ولو اضطر إلى التغيب عن الجامعة لأن الانقطاع الكامل عنها مدة من الزمن يعتبر معصية كبيرة، ومن لا يصلي الجمعة في وقتها فإنها تسقط، ولا قضاء عليه، لكن يجب أن يصلي الظهر كالمعتاد، وعند أبي حنيفة أنه إذا أديت صلاة الظهر قبل صلاة الجمعة، فإن الجمعة تسقط باعتبار أن فريضة الظهر هي الأساس، أما عند جمهور الفقهاء فإنها لا تسقط ويجب أداؤها في وقتها ولو صلى الظهر قبلها.