اتخاذ المسبحة للزينة والرياء أمر لا يليق بمسلم أن يفعله ، أما اتخاذها للذكر والتسبيح فلا بأس بذلك ، وقد اتخذ السلف الصالح النوى في تسبيحه .

يقول فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله :

المِسْبحة هي: مجموعة من الخرَز أو حبَّاتٌ من أنواع أخرى، قد يكون عددها ثلاثًا وثلاثين حبَّة، ويُسمى هذا في العادة ثُلُثًا؛ لأن مجموعها يرمز به إلى ثلث أسماء الله الحسنى، وعدد هذه الأسماء كما هو معروف تسعة وتسعون اسمًا، وقد يكون هذا العدد إشارة إلى عدد التسبيحات التي يفعلها الإنسان عقب الصلاة، فقد ورد في السُّنَّة ما يفيد أن الإنسان يُسبح ربه عقب الصلاة ثلاثًا وثلاثين مرة، ويَحمده ثلاثًا وثلاثين مرة، ويُكبره ثلاثًا وثلاثين مرة، وقد تكون المسبحة مُكونة من تسع وتسعين حبة مُقسمة إلى ثلاثة أثلاث.

ولم يَرد أن هذه المسبحة المعروفة الآن كانت موجودة في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا في عهد الصحابة أو التابعين، بل إن بعض المُؤرخين يرى أن هذه المسبحة دخلت المجتمع الإسلامي من مجتمع غير مسلم، وعلى ذلك فهي بدْعة لم تكن معروفة، وقد نُقل منذُ صدْر الإسلام أن السلف الصالح كان يَستعين في عدِّ التسبيح بالأصابع، وقد جاء في بعض الروايات أن بعضهم كان يَستعين في عدِّ التسبيحات بعد النوَى، فإذا أخلص الإنسان النِّيَّة في اتخاذ المسبحة للاستعانة بها في عدِّ التسبيحات، أو ذكر أسماء الله الحسنى، لم يكن في الأمر بأْس شديد.

وأما إذا أراد الإنسان من تعليق السبحة حول الرقَبة للتظاهر والادِّعاء، أو النفاق والرياء، كان ذلك عملاً سيئًا لا يَليق بمسلم أن يفعله، وكذلك يقال إذا أمسك الإنسان بالمسبحة في يده للتظاهر أو التزين، أو للعبَث بحبَّاتها دون اعتبار أو اتِّعاظ، كما يفعل ذلك كثير من الناس اليوم؛ لأن هذا عملٌ ينبغي أن يتنزَّهَ عنه المسلم ويبتعد عنه. أ.هـ