جاء عن النبي في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني وغيره،ونصه : ” رحم الله رجلا قام من الليل فصلى و أيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء” .

وليس في هذا الحديث شدة ولا عنف ، بل فيه ملاطفة الزوج زوجته ، والزوجة زوجها ، ففي الحديث أن الزوج يوقظها بالكلمة ، والتنبيه الرقيق ،واللمسة الحانية ، والقبلة الناعمة، وما يعلمه من حال زوجته، فإن ثقل نومها عن ذلك لاطفها برش الماء على وجهها، رشا خفيفا ، وهو معنى النضح، فأي شدة في هذا ، وألا ليت شعري ماذا يصنع الرجل مع زوجته إذا أرادها فوجدها نائمة، هل إذا أيقظها بمثل ذلك كان أيضا عنيفا؟ وماذا تصنع الأم حينما توقظ أولادها للمدرسة وهم نيام ، أم أن إيقاظ ألإنسان لمصالح الدنيا البالية التي لا تزن جناح بعوضة جائز سائغ ن بل واجب ، وإيقاظه لمناجاة ربه يسأله حاجته قبيح ممجوه.

جاء في شرح الحديث في كتاب عون المعبود :

( وأيقظ امرأته ) بالتنبيه أو الموعظة وفي معناها محارمه ( فإن أبت ) أي امتنعت لغلبة النوم وكثرة الكسل ( نضح ) أي رش ( في وجهها الماء ) والمراد التلطف معها والسعي في قيامها لطاعة ربها مهما أمكن قال تعالى وتعاونوا على البر والتقوى وقال بن الملك وهذا يدل على أن إكراه أحد على الخير يجوز بل يُسْتَحَبّ.

(رحم الله امرأة قامت من الليل ) أي وفقت بالسبق ( فصلت وأيقظت زوجها ) والواو لمطلق الجمع وفي الترتيب الذكرى إشارة لطيفة لا تخفى وفيه بيان حسن المعاشرة وكمال الملاطفة والموافقة.