يقول الدكتور أحمد الشرباصي “رحمه الله” :
صوم رمضان فريضة واجبة بحكم القرآن والسنة والإجماع، والقرآن الكريم يقول في سورة البقرة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الآية: 183).
وقال بعد ذلك: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (البقرة: 185).
وقد جاء في الحديث أن رجلًا سأل النبي ـ ﷺ ـ فقال: يا رسول الله أخبرني عمَّا فرض الله عليَّ من الصيام؟ قال: “شهر رمضان” قال الرجل هل عليَّ؟ قال النبي: “لا إلا أن تَطَوَّع.
وأجمعت الأمة على فرضية صوم رمضان، وأنه من أركان الدين المعلومة بالضرورة. وقد جاءت أحاديث كثيرة في الترهيب من إفطار رمضان، منها قوله عليه الصلاة والسلام: “عُرَى الإسلام وقواعد الدِّين ثلاثة، عليهن أُسس الإسلام، مَن تَرَكَ واحدة منهم فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان”. وقال عليه الصلاة والسلام : من أفطر يومًا من رمضان في غير رُخْصَة رَخَّصها الله له لم يَقضِ عنه صيام الدهر كله وإن صام “.
وقال بعض الأئمة : إنَّ مَنْ أَفْطَرَ في رمضان بلا عُذر أو مرض؛ فهو مشكوك في إسلامه مظنون به الزندقة والانحلال.
فالشخص الذي صام تسعة وعشرين يومًا من رمضان فقد سقطت عنه تبعة هذه الأيام، وإذا أفطر ذلك اليوم الباقي لعذر شرعي كسفر أو مرض، فإن صوم ذلك اليوم يكون دَيْنًا في ذمته يجب عليه قضاؤه متى وَجَدَ القدرة على ذلك، وأما إذا أفطر يومًا من رمضان عامدًا مُتعمِّدًا، بلا عُذْرٍ ولا سبب مشروع، فقد ارتكب جُرمًا عظيمًا وكبيرة بشعة.