على الزوجة الجلوس مع زوجها كثيرًا والعناية به، ونصحه بجميع الطرق وتشجيعه على الخير وإداء الصلوات بالحكمة والموعظة الحسنة، وتذكيره بالله سبحانه وتعالى والموت وغير ذلك من وسائل الترغيب والترهيب، وعليها أيضا أن تهتم بنفسها بكثرة الصلاة والذكر وصوم النوافل حتى لا تفتن في دينها فهذه الأشياء هي التي تزيدها صلة بالله سبحانه وتعالى، وحينئذ يزداد خوفها من الله وخشيتها منه، وتقول عند المحرمات ما قاله يوسف عليه السلام (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون).ـ

هل المرأة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر

الواجب على المرأة أن تنكر على من رأته يتعاطى المنكر، مثل غيرها من الرجال والنساء؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ) [التوبة:71]، فإذا رأت ممن تتعامل معهم مثلا ملابس شفافة تبين العورة وجب عليها الإنكار عليهم بالكلام الطيب والنصيحة الطيبة، وإذا رأت منهن تساهلا في الحجاب أو رأت منهن تساهلا في الصلاة، أو رأت منهن غير هذا من المنكرات فإنها تنكر عليهن وتدعوهن إلى الخير، هكذا يجب على المؤمن والمؤمنة جميعا، والناس بخير ما داموا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فإذا ضيعوا هذا الواجب عمتهم العقوبات ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقد قال : “إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه”، وهذا فرض على المؤمنين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وهكذا المؤمنات.

كيف تنهى الزوجة زوجها عن المنكر

-قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]،

-وقال سبحانه وتعالى -: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [التوبة: 71]،

-وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -: “مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ”؛ رواه مسلم.

ولا يَسْقُط هذا الواجبُ عن الزوجةِ المؤمنة، ولو غَضِبَ زوجُها مِن أَمْرِهَا وَنَهْيِهَا، وإنما عليها الصبرُ؛ تأسِّيًا بالرُّسُل – عليهم الصلاة والسلام – وأتباعهم بإحسانٍ؛ كما قال الله – عز وجل – يخاطب نبيه: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ … ﴾الآية [الأحقاف: 35]، وقال – سبحانه – على لسان لُقمان الحكيم لابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾[لقمان: 17].

لكن على الزوجة أن تكلم زوجها بالإحسان وأن تحتسب الاجر عند الله تعالى وأن يكون ذلك من خلال حوار هادئ بينها وبين زوجها فلا تكون فضة غليظة في النهي عن المنكر وتتعامل بالشدة فإن زوجها لن يسمعها ولن تنفع نصيحتها قال تعالى : ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ).

كما أن على الزوجة أن تختار الوقت المناسب والاسلوب الأمثل وأن يكون كلامها مع زوجها بكل ود واحترم فهو أرجى أن يقبل منها النصيحة خصوصا إذا بدأت بعبارات المحبة والخوف عليه من عقاب الله وعذابه وأن الموت لا يعلم أحد متى يكون وأنك تخافين عليه محبة فيه وله، فقد قال النبيَّ : “مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا كَانَ العُنفُ فِي شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ”؛ رواه أحمد.

ونؤكد على الزوجة أهمية أن يكون الأمر بينها وبين زوجها لا تعلم به أحد من الناس فهي ترجو أولا رحمة الله وثواب الله وهداية الله سبحانه وتعالى لزوجها، وأن تستره فقد قال ”…….ومن ستر مسلمًا سترهُ اللهُ يومَ القيامةِ”، أما أسلوب الفضيحة وتعريف الناس بما يصنع زوجها فهذا ليس من المعروف ولا من الإحسان ومقصوده التشهير وليس الدعوة إلى الله تعالى وإنكار المنكر.