الحرم المكي قُرة عين لأي مسلم يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً، ومن المحزن حقاً أن نرى صوراً من الصور السلبية التي لابد من التوقف عنها إجلالاً، وتكريماً، وتشريقاً للحرمين الشريفين، وينبغي على كل مسلم أن ينزه نفسه عن هذه الأخطاء .

تقول الأستاذة ناهد الخراشي الكاتبة والمؤلفة الإسلامية / مصر :
الحج عبادة وليس نزهة، ولا بد من احترام المناسك التي تؤدى، واتباع السلوكيات التي تتفق مع ديننا الحنيف نابعة من الأخلاق القرآنية ، والآداب الإسلامية، والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة لنا في كل زمان ومكان.

ومن المؤسف أننا نلاحظ بعض السلوكيات أثناء الحج أو العمرة تحدث بين بعض الحجاج والمعتمرين والتي لا تتوافق مع ديننا الحنيف ، وأي زائر للمسجد الحرام كثيراً ما يقع نظره على أشياء لا يتمنى في الأصل رؤيتها ومنها :
(1) المزاحمة الشديدة والتدافع بالأيدي.

(2) شغل مساحة كبيرة من المكان لفرد واحد, وعدم ترك مكان للغير.

(3) عدم التعاون والتراحم والتعاطف خاصة أثناء الزحام.

وهناك ظاهرة حجز الأماكن في المسجد الحرام والمنتشرة بشكل لافت، وهذه الأماكن ليست من حقهم لأن الصف الأول لمن دخل المسجد أولاً ، والمفترض أن يجلس كل واحد بجانب أو خلف من سبقه في الدخول فإذا امتلأ الصف الأول يأتي الصف الثاني ثم الثالث ثم الرابع وهكذا .

كما أن بعض الناس يتزاحمون عند دخول المسجد في الوقت الذي يتزاحم فيه آخرون على الخروج ، وهؤلاء يُصرون على الدخول ، وهؤلاء يُصرون على الدخول، فيصطدمون ببعضهم البعض وعندها ترى من يموت تحت الأقدام!!

والزحام في الحرم أمر بديهي لوجود أعداد كبيرة في وقت واحد ، لكن المشكلة ليست في الزحام بل في عدم الاستعداد للنظام واحترام قدسية الحرم، والشعائر التي تؤدى فيه، إضافة لبعض الأخطاء في المفاهيم .

فمثلاً نرى البعض يُصرون على الصلاة داخل الحرم مع عدم وجود مكان بداخله ، والسبب أنهم يعتقدون أن الصلاة داخل جدران المسجد مضاعفة للثواب أما خارجه فلا. علماً بأنه في حالة ضيق المسجد بالمصلين وصلى الحاج أو المعتمرخارج المسجد فإن له نفس الثواب مادامت الصفوف متصلة .

والمعروف كذلك أن في نهاية الطواف يصلي المسلم ركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم عليه السلام لقوله تعالى:{ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} (البقرة:125)

لكن يصر البعض على الصلاة خلف المقام حتى مع عدم وجود مكان ،فيزدحم المكان بشكل كبير حتى يصل الأمر في النهاية إلى إعاقة حركة الطواف ، مع أنه لو صلى في أي مكان خلف المقام أو في أي مكان في المسجد لأجزأه ذلك.

والواجب علينا جميعاً أن نعيد للحرم قدسيته وألا نفعل أي عمل من شأنه التقليل أو الاستهانة بقدسية الحرم، وأن يتراحم المسلم مع إخوانه ويخفض جناحه لهم ، ويدفع بالتي هي أحسن ، ويتأدب بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع أن هذه الأداب عظيمة القدر حتى في غير الحرم لكنها من باب أولى أن تكون في الحرم تقديراًً لهذه الأداب واحتراماً لقدسية الحرم كذلك . انتهى

وهناك بعض الأخطاء الأخرى التي يقع فيها بعض المسلمبن داخل الحرم نوجزها هنا للتذكير بها ومن هذه الأخطاء :
(1) اعتقاد وجوب الدخول من باب معين فنرى الزحام الشديد حول باب معين، وهذا غير صحيح، والصواب جواز الدخول من أي باب للحرم.

(2) تطويل الوقوف عند الحجر للإشارة، فيظل الواحد يشير عدة مرات، فيعطل السير ويشتد الزحام.

(3) قيام بعض الرجال بخلع الرداء والاكتفاء بالإزار فقط: وقد ينزل إزاره تحت السرة فيكشف جزءًا من عورته، وهذا لاينبغي ،وخصوصًا في وجود النساء حوله.

(4) اجتماع مجموعات في الطواف يدفعون الناس بقوة، وقد يطيحون بالضعفاء أو يصيح بعض من يحملون الضعفاء، فيفزعون الناس ويخيفونهم.

(5) إطالة الدعاء أوالركعتين خلف المقام أثناء اشتداد الزحام لما فيه من إعاقة الطائفين والمصلين.

(6) الإسراع بشدة أثناء الطواف فيعرض حياة الناس للخطر خاصة الضعفاء والنساء والأطفال.

(7) المزاحمة الشديدة لتقبيل الحجر الأسود وأحيانًا المضاربة والمشاتمة وذلك حرام لما فيه من الأذى للمسلمين، ولأن الشتم والضرب لا يجوز من المسلم لأخيه بغير الحق، مع أن الإشارة تكفي عند محاذاة الحجر.

(8) إصرار بعض النساء على تقبيل الحجر رغم الزحام: مما يعرضهن لمزاحمة الرجال، وكذلك عدم مبالاة المرأة بالتصاق الرجل بها.

(9) التمسح بالحجر الأسود التماسًا للبركة منه: وهذا لا أصل له في الشرع، والسنة استلامه وتقبيله فقط إن تيسر ذلك، وإلاَّ استلمه، أو أشار إليه.

(10) رفع الصوت في الطواف من بعض الطائفين أو المطوفين، رفعًا يحصل به التشويش على الطائفين.

(11) التزاحم للصلاة عند مقام إبراهيم: وهذا خلاف للسنة؛ لما فيه من الأذى للطائفين، ويكفيه أن يصلى في أي مكان بالمسجد إن تعذر عليه الصلاة خلف المقام.

(12) رفع اليدين عند استلام الحجر الأسود كما يرفع للصلاة، ووقوف الناس على الخط الأسود المؤدي للحجر مما يترتب عليه إزدحاماً شديداً على هذا الخط فيعوق حركة الطواف إلى حد كبير.

(13) مسابقة بعض المصلين للإمام بالتسليم حتى يسرع إلى تقبيل الحجر الأسود واستلامه قبل الناس .

(14) التمسح بالعروة الوثقى، وهو موضع عال من جدار البيت المقابل لباب البيت، تزعم العامة أن من ناله بيده؛ فقد استمسك بالعروة الوثقى.

(15) قصد الطواف تحت المطر بزعم أن مَن فعل ذلك غُفِرَ له ما سلف من ذنبه.

(16) الاستنجاء داخل الأماكن المخصصة للشرب من ماء زمزم.!!