إن الله عندما جعل الولاية في أيدي الرجال منعهم من عضل النساء، وقد وجَّه الرسول ﷺ خطابه لأولياء النساء مبينا لهم من يختارون لنسائهم فقال ﷺ: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الآرض وفساد كبير.
ومن مظاهر أهلية المرأة حقها في اختيار زوجها ابتداءً، وحقها في الرجوع إلى طليقها إن هي أرادت ذلك، والولي ـ إذا كان الزوج من أهل الدين والأخلاق ـ لا يملك إلا الموافقة، ويحرم عليه العضل.
وقد جاء في مسند الإمام أحمد أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد قال تعالى لأولياء المرأة المطلقة التي يريد زوجها مراجعتها: { وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ } وقد روى البخاري عن الحسن رضي الله عنه أنه قال: قال الله: ( فلا تعضلوهن) قال حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه.. يقول: ( زوجت أختاً لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها، فقلت له: زوجتك وأكرمتك فطلقتها، ثم جئت تخطبها!! لا والله لا تعود إليها أبداً، وكان رجلاً لا بأس به وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه، فأنزل الله هذه الآية، فقلت: الآن أفعل يا رسول الله فزوجته إياها)..
ماذا تفعل من رفض وليها تزويجها من كفئ
إذا قام الولي بعضل من هي تحت ولايته، فأبى أن يزوجها بصاحب الدين والخلق، فإن لها أن ترفع أمرها إلى المحاكم لينقل الولاية إلى غيره من الأولياء، أو يجبره هو على عقد النكاح، أو يتولى الحاكم عقده بنفسه.
فيأمر بالتزويج أو لا يأمر به حسب المصلحة التي يراها في فعله.
نصيحة لكل من رفض وليها تزويجها من كفئ
ننصحك أيتها المسلمة بألا تخرجي عن طاعة أبيك لأن هذا قد يوقعك في الأخطار الجسيمة، لأن وجود الولي شرط لصحة النكاح عند الجمهور فلا يجوز للمرأة أن تتزوج بدون إذن وليها على ما ذهب إليه جمهور المسلمين لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال:” أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل…” إلى آخره. أخرج هذا الحديث الأربعة إلا النسائي وصححه أبو عوانة وابن حبان والحاكم وصححه أيضاً يحيى بن معين وغير واحد من الحفاظ. وتلقاه جمهور العلماء بالقبول ويعضد بأحاديث أخرى منها ” لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها” رواه ابن ماجه والدارقطني ورجاله ثقات. وهو صريح في الموضوع.
فأحسني التصرف في أمرك، وحاولي أن تأخذي على موافقة الولي لإمضاء النكاح، وتوجهي إلى الله تعالى عسى أن ييسر لك الأمور.
فعلى المرأة أن تحاول مع وليها وتقنعه فإن هو اقتنع فخير، ولا مانع من أن الاستعانة بمن تظن أن لهم تأثيرا عليه في حل المشكلة ، فعسى الله أن ييسر أمرها .
وأن في هذا خيرا لها، ونوصيها بتكرار المحاولة تلو المحاولة، وقديما قالوا: من أدام القرع أوشك له بالأذن والدخول، فالإلحاح على فكرة في أذن شخص معين لها تأثير أشد من السحر في نفسه، وعليك أيتها المرأة بسلاح المؤمن الدعاء.
ولا تنسي أن الزواج لا يقف عند علاقة الرجل بزوجته دون أهلها ، فالمصاهرة أمر مهم في الزواج ، من الذهاب والمجيء إليهم.