قال رسول الله ﷺ : “لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
يحسن بالإبن أن يتلطف في النصح لوالده الذي لا يصلي، ومن الأمور النافعة أن يعرضه لسماع بعض المحاضرات عن الصلاة وعاقبة تركها، حتى إذا نبهه على الصلاة كان تنبيهه له تذكيرا بما سمعه ، فهذا أدعى للقبول ، وأبعد للكبر عن قلبه ، وحبذا لو كان أصحاب المحاضرات من المشايخ الذين يجلهم أبوه ويعظمهم.
وبالجملة فالأب الذي لا يصلي يحتاج إلى برنامج إصلاحي كامل شامل، فهو يحتاج أن يعظم الله في قلبه ، وأن يمتليء قلبه خوفا ورهبة من الله ، وأن يمتليء حبا ورجاء في الله، وهذا يحتاج إلى تعاهد من الإبن وصبر طويلين، فليكن شغل الإبن بعلاج المرض أهم من شغله بالقضاء على العرض، والله مع الإبن وسيعينه ويقويه ، ويثبته، ويسدده. فلا بد أن يسمع الأب المحاضرات التي تتحدث عن تعظيم جلال الله في القلوب ، وإلى لطف الله بعباده وحبه لهم حتى يعظه هذا في قلبه، ولا يوجه الإبن الأمر لأبيه على هيئة الأمر أو الطلب فإن هذا مما يدعو إلى عناده وتعنته ونفرته ، ولكن ليشغل المحاضرة ولتتظاهر بأنك تسمعها أنت بحيث يكون هو الآخر يسمع من غير أن يشعر أنه المقصود، وممكن أن تطلب منه أن يصلي بك إماما، وانتظره ، وقل له لن أصلي إلا معك ، واصبر عليه حتى لو صلى في آخر الوقت.
لعل الله يهديه ويكون لك الأجر وتكون بارا بوالدك ومحسنا له.