إن الله سبحانه وتعالى يقول: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طـه:82]. ويقول تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ) [الرعد:6].
فالله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعاً إذا يشاء، سواء كانت زنا أو غيره من الكبائر التي هي دون الشرك، ومغفرة الذنوب والتجاوز عنها يتحقق على القول الصحيح بالتوبة منها، لأن من تاب تاب الله عليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وإذا مات صاحب الكبائر ولم يتب منها، فإنه في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، هذا في جميع الذنوب إلا الشرك، فإن من مات مشركاً بالله فإنه مخلد في النار باتفاق المسلمين، والعياذ بالله تعالى.
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة. قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق. قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق… ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر، فخرج أبو ذر يجر إزاره وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر “وعلى هذا، فالتوبة، وكثرة استغفار المسلم عن نفسه وعن والديه، وتصدقه عنهما يمحو ما كان منه معهما إن شاء الله تعالى.
وفي الحديث عن أبي هريرة ان رسول الله ﷺ قال : “إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ ، وعلمٍ ينتفعُ به ، وولدٍ صالحٍ يدعو له” رواه مسلم.
فالإنسان يبر والديه امتثالا لأمر الله تعالى : ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ” وقوله تعالى : “ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا” وهذا عندما يكونا على قيد الحياة.
ويبرهما بالدعاء والصدقة بعد الموت إمتثالا لقول النبي ﷺ في الحديث المذكور.
ومن كان عاقا لهما أو لأحدهما في حياتهما فليكثر من الاستغفار ويدعوا لهما ويتصدق عنهما.