يقول الدكتور محمد سيد أحمد المسير-رحمه الله تعالى- الأستاذ بجامعة الأزهر:
هذه المسألة تحتاج إلى توضيح: فإن كان الكلام عن شيء مضى من أفعال المرء أو عن شيء ينوي فعله في المستقبل، فإن كان الكلام عن شيء مضى فالإخبار بنعم أولا، فإذا قيل مثلا هل سافرت إلى مكة المكرمة، فقال نعم سافرت أو لا لم أسافر وكفى، وإن كان الكلام عن شيء ينوي فعله في المستقبل فمن الخير أن يتبرك بذكر المشيئة الإلهية، فعندما يقال هل ستسافر إلى مكة المكرمة؟ يكون الجواب سأسافر إن شاء الله وهذا الأدب جاء في قوله تعالى: “ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا” (الكهف:23-24).
أما إذا كان الكلام متعلقا بحكم شرعي فالعالم يفتي باجتهاده ثم يقول الله أعلم أو الله ورسوله أعلم لأن التشريع من الله والبلاغ على لسان رسول الله – ﷺ – قال تعالى: “يا أيها الرسول بلغ من أنزل إليك من ربك” (المائدة: 67) فالعالم قد يصيب في اجتهاده وقد يخطئ ولذا فهو يبذل جهده العقلي ويجعل منتهى الحكم الشرعي إلى الله ورسوله، وإذا كان السؤال متعلقا بالغيب الإلهي وما سيحدث في المستقبل من أمور كونية تخرج من إحاطة الإنسان فعلم لله وحده سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة، قال تعالى: “ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون” (هود:123).