النمل أمة من الأمم، وقد كرّمها الله سبحانه وتعالى بذكر اسمها في القرآن الكريم، وبيّن أن هذا النمل له لغة وقد فهمها سيدنا سليمان عليه وعلى النبيين أفضل الصلاة والسلام، وقتل النمل يعد محرمًا؛ لأنه لا يؤذي أحدًا إلا إذا تعرض له أحد بسوء، فإنه يدافع عن نفسه شأنه في هذا شأن غيره من الحشرات والحيوانات.

ولكن إذا كان هذا النمل يؤذي المباني أو المزروعات أو الأثاث كالنمل الأبيض مثلاً، فإنه يحل إبادته وإبعاده عن الموضع الذي يوجد فيه؛ وذلك لما ينتج عنه من أضرار مادية بالزرع والأثاث والمباني، وكل ما يؤدي إلى ضرر فقد نهى رسول الله عنه؛ حيث قال : “لا ضرر ولا ضرار“.

حكم قتل النمل:

يحرم قتل النمل إلا أن يؤذي؛ لما روى أحمد، وأبو داود، وابن ماجه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ” إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنْ الدَّوَابِّ : النَّمْلَةُ،  وَالنَّحْلَةُ ، وَالْهُدْهُدُ ، وَالصُّرَدُ ” وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” .

هل يحرم قتل النمل ونحوه إذا لم يؤذ:

الصواب التحريم, قال ابن عقيل: لا يجوز قتل النمل ولا تخريب أجحرتهن ولا قصدهن بما يضرهن, ولا يحل قتل الضفادع, انتهى.

وسئل الشيخ تقي الدين هل يجوز إحراق بيوت النمل بالنار؟ فقال يدفع ضرره بغير التحريق… وقال في الآداب بعد أن تكلم على المسألة فصارت الأقوال في قتل ما لا يضره فيه ثلاثة الإباحة والكراهة والتحريم, انتهى.

فإذا لم يؤذ النمل بالقرص أو بإتلاف الطعام ونحوه، لم يجز قتله لا بالماء ولا بغيره.

حكم قتل الحشرات المؤذية:

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: ” الحشرات إذا حصل منها الأذى جاز قتلها ، لكن بغير التحريق ، بل بأنواع المبيدات الأخرى ؛ لقول النبي : (خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم : الغراب ، والحدأة ، والفأرة ، والعقرب ، والكلب العقور)، وفي لفظ : (والحية).

فهذه أخبر النبي عن أذاها ، وأنها فواسق يعني مؤذية ، وأَذِنَ في قتلها ، وهكذا ما أشبهها من الحشرات يقتلن في الحل والحرم إذا وجد منها الأذى ، كالنمل والصراصير والبعوض ونحوها مما يؤذي ” انتهى من “مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز” .

قتل النمل المتواجد في المنزل بكثرة:

يقول الشيخ ابن باز، رحمه الله تعالى:

” إذا كان هذا النمل يؤذيهم؛ فلا بأس، أما إذا كان لا يؤذي؛ فلا يقتل، الرسول نهى عن قتل النمل إلا إذا كان يؤذي، إذا آذاهم؛ فلا بأس أن يقتلوه بالمبيدات التي تبيده”. انتهى.

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “عندنا في البيت نمل صغير يؤذينا، ما رأيك فيها؟”.

فأجاب:

” النمل وغير النمل إذا آذى ولم يندفع إلا بقتله فليُقتل.

أما إذا لم يكن منه أذية، لا إفساد البناء، ولا إفساد الطعام، ولا تنكيد النوم على الصبيان أو على الإنسان فليتركه.

لكن إذا حصل منه أذية ولم يندفع إلا بالقتل، فله ذلك، ويقتل بسُمِّ (كالفليت) أو غيره “. انتهى، من “الباب المفتوح”.