عمل الولائم والأطعمة وتوزيعها على الناس بغية العبادة وطلب الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى أمر يجب أن يتحلى بالانضباط الشرعي، ولم يثبت عن النبي ﷺ أنه أمر بفعل هذه الأشياء في مواقيت وأزمنة معينة إلا ما كان من الأضحية، أو ما كان بمناسبة عرس، أو النزول في بيت جديد، أو كان أمرًا حدث من العبد فيه نذر، فيلتزم بما ألزم به نفسه.
أما أن نجعل فعلاً من أفعال القربى إلى الله مرتبطا بمناسبة معينة غير ما ورد في الأحاديث، فهو أقرب ما يكون إلى ابتداع في الدين، الأوْلى الابتعاد عنه.
وفعل القربات إلى الله مطلق غير مقيد بزمن معين، فإذا وقع في قلب الفاعل أن ما يفعله عبادة، وأن فعلها في هذا الزمان أولى ازداد الحكم الشرعي إلى درجة التحريم.. وقد ينازع الأمر بعض العلماء في أن ذلك عبادة مطلقة، وللناس فيها سعة، والأولى ما بينّاه حتى نلتزم بشرع الله، ولا نعطي فرصة لإحداث البدع في الدين.