الزوجة المسلمة تؤدي واجبات الزوجية أولا لله رب العالمين؛ لأنها عند بداية هذه العلاقة تعاهدت أمام الله وأمام الناس على أن هذه العلاقة وما ينبثق عنها من أمور وواجبات وغيرها مرجعيتها لشرع الله في الكتاب وفي السنة، هذا معنى الزواج، يتم على كتاب الله وسنة رسوله.
بناء على هذا لا بد أن يكون بين الزوجين ـ في حالة عدم الاتفاق على أمر حتى تسير الحياة بينهما سهلة ميسرة ـ رأي لأحدهما هو الذي يُؤخذ به، كما يقال في المثل: “المركب الذي فيه رئيسان يغرق”، فعلى هذا اختار الله عز وجل أن يكون عند الاختلاف رأي الزوج هو المعتمد، بمعنى أن تطيع الزوجة زوجها لا لأنها دونه عند الله؛ لأن الله عز وجل قال: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” ولم يقل أكثر ظهورا.
فإذا كانت الزوجة تريد أن ترضي ربها فعليها أن تطيع زوجها طاعة لله، وتكون هي بذلك أتقى وأكرم عند الله، فليس من يطيع أقل مرتبة من الذي يأمر؛ لأن العبرة هي تقوى الله، فإذا اتقت الزوجة ربها وأطاعت زوجها تكون تقية وأقرب إلى ربها، وعلى ذلك فحدود طاعة الزوج هي أن تطيع زوجها في كل أمر لا معصية فيه لشرع الله، وبذلك تكون كريمة عند الله حبيبة عند زوجها، ولا ينتقص ذلك من قدرها لا عند الناس ولا عند الزوج، ولا عند الله عز وجل فالطاعة لا حدود لها إذا كانت في مرضاة الله.