لا حرج على المسلم أن ينام مادا قدمه نحو القبلة، لعدم ورود الدليل المانع من ذلك، والأصل الجواز، وإنما ورد النهي عن استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة، والجمهور على أن ذلك ممنوع في الخلاء فقط. أما داخل البنيان فلا.
والنوم على السرير والرجلان إلى القبلة لا شيء فيه، بل إن الإمام مالكا وأبا حنيفة استحبا الصلاة بهذه الكيفية للعاجز.
والمنهي عنه هو استقبال القبلة واستدبارها بقضاء الحاجة (البول والغائط) إذا كان ذلك في الفضاء، لحديث أبي أيوب في الصحيحين: لا تستقبلوا القبلة بغائط أو بول ولا تستدبروها.
.. وما يظنه بعضهم من أنه منافٍ لتعظيم القبلة واحترامها فغير صحيح؛ لأن هناك حالات يشرع فيها استقبال القبلة بالرجلين، فقد نص الفقهاء على أن كيفية استقبال المريض المستلقي هي أن تكون رجلاه للقبلة، وكذلك فسَّر بعضهم تقبيل الميت (أي : توجيهه إلى القبلة) عند احتضاره أو دفنه بذلك، فلو كان استقبال القبلة بالرجلين حراماً أو فيه امتهان للقبلة، لما صح أن يكون كيفية مشروعة لاستقبال القبلة في بعض الأحيان.
وبهذا يتضح لنا أنه لا مانع من النوم على السرير والرجلان إلى القبلة.فإن مد الرجلين إلى القبلة جائز، إذ لم يرد دليل شرعي يدل على حرمته أو كراهته.