هذا الحديث أورده السيوطي في الجامع الصغير من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: “امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار”. وعزاه لأحمد، ولأبي عروبة في الأوائل، ولابن عساكر.
وعزاه الهيثمي للبزار. وقال:(في إسناده أبو الجهيم شيخ هشيم بن بشير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح) وضعفه الشيخ الألباني فالحديث ضعيف لا تقوم به حجة، وامرؤ القيس حكمه حكم أهل الفترة .
والمقصود بأهل الفترة – هم من ماتوا دون أن تبلغهم رسالة نبي بسبب عدم بعثة نبي في زمانهم- والعلماء مختلفون فيهم، منهم من يقول بنجاتهم لعدم تكليفهم، ومنهم من يقول: بأنهم سيختبرون يوم القيامة، ومنهم من يقول غير ذلك.
يقول المناوي في توجيه هذا الحديث:-
لأنه زعيمهم وعظيمهم في الدنيا فيكون قائدهم في العقبى. قال ابن سلام: ليس لكونه قال ما لم يقولوا، ولكنه سبق إلى أشياء ابتدعها فاتبعوه عليها، واقتدوا به فيها.
وأخرج ابن عساكر أنه ذكر امرؤ القيس للنبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: ذلك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار.
ما هي الأشياء التي فعلها امرؤ القيس
قال أبو عبيد: سبق امرؤ القيس العرب إلى أشياء ابتدعها فاستحسنوها ،وتبعهم فيها الشعراء منها:-
استباق صحبه، والبكاء على الديار، ورقة التشبيب ، وقرب المآخذ، وتشبيه النساء بالظباء البيض، والخيل بالعقبان والعصي وقيد الأوابد ،وأجاد في التشبيه، وفصل بين التشبيب.
والمعنى هذا لواء الشهرة في الذم وتقبيح الشعر كما أن ثم ألوية للعز والمجد والإفضال .انتهى.
ولكن هذا التأويل والتوجيه لا حاجة إليه مع ضعف الحديث .
هل صحيح أن امرؤ القيس في النار
طالما أن الحديث ضعيف فلا تقوم به حجة، ويبقى امرؤ القيس واحدا من أهل الفترة، وفيه الخلاف الذي وقع لأهل الفترة عموما.