الأمرد في اللغة من المرد , وهو نقاء الخدين من الشعر , يقال : مرد الغلام مردا : إذا طر شاربه ولم تنبت لحيته.
وفي اصطلاح الفقهاء هو : من لم تنبت لحيته , ولم يصل إلى أوان إنباتها في غالب الناس، والظاهر أن طرور الشارب وبلوغه مبلغ الرجال ليس بقيد , بل هو بيان لغايته , وأن ابتداءه حين بلوغه سنا تشتهيه النساء .
وعلى ذلك ، فالأمرد هو الغلام الجميل الذي لم تنبت لحيته بعد، وأصبح يشتهى كما تشتهى النساء.
وأما حكم تقبيله ، فقد نص كثير من أهل العلم على تحريم النظر إلى الفتى الأمرد عند خشية الافتتان به، ومنهم من أطلق تحريم النظر.
قال النووي رحمه الله في المجموع: وينبغي أن يحذر في مصافحة الأمرد والحسن، فإن النظر إليه من غير حاجة حرام على الصحيح المنصوص.
قال في المنهاج: يحرم نظر أمرد بشهوة، قلت: وكذا بغيرها على الأصح المنصوص.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والنظر إلى وجه الأمرد بشهوة، كالنظر إلى ذوات المحارم والمرأة الأجنبية بشهوة، سواء كانت الشهوة شهوة الوطء، أو شهوة التلذذ بالنظر، فلو نظر إلى أمه وأخته وابنته يتلذذ بالنظر، كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية، كان معلوما لكل أحد أن هذا حرام، فكذلك النظر إلى وجه الأمرد باتفاق الأئمة.
ونقل في الإنصاف عنه قوله: ومن كرر النظر إلى الأمرد أو داومه وقال: إني لا أنظر بشهوة، فقد كذب في ذلك. انتهى.
وأما الصبيان الذين لا تستثير وجوههم شهوة الرجال ولا النساء، فليسوا من المردان في شيء، بدليل أن الفقهاء يسمونه الغلام الأمرد، ولو كان كل غلام لم تنبت لحيته أمرد لم يكن هناك حاجة إلى تقييد بكلمة أمرد، ولاكتفوا بقولهم غلام.