الصيام عبادة مشتركة بين الأديان السماوية ، وهي متفقة في أصول الوجوب ، ولكنها مختلفة في هيئة الصيام وكيفيته .
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه أحسن الكلام في الفتوى والأحكام:
قال بعض المفسرين :إن تماثل صيامنا مع صيام من قبلنا هو فى أصل الوجوب وليس فى الكيفية ، وقال بعضهم الآخر :إن المفروض عليهم كان رمضان ،ولكنهم غيروا وبدلوا ، والأمر لا يعدو مجرد أقوال وآراء دون سند صحيح يعتمد عليه .
وقد أورد القرطبي في تفسيره حديثًا لم يبين درجته، ولكن أسنده عن دغفل بن حنظلة عن النبي ﷺ قال :”كان على النصارى صوم شهر فمرض رجل منهم فقالوا : لئن شفاه الله لنزيدن عشرة، ثم كان آخر فأكل لحمًا فأوجع فاه ، فقالوا : لئن شفاه الله لنزيدن سبعة، ثم كان ملك آخر فقالوا : لنتمن هذه السبعة الأيام ونجعل صومنا في الربيع ، فصار خمسين .
وغاية ما يعرف بعد الاطلاع على كتب التاريخ وأسفار العهد القديم والجديد أن قدماء اليهود كانوا لا يكتفون في صيامهم بالامتناع عن الطعام والشراب من المساء إلى المساء ، بل كانوا يمضون الصيام مضطجعين على الحصى والتراب في حزن عميق ، واليهود المعاصرون يصومون ستة أيام في السنة ، وأتقياؤهم يصومون شهرًا كاملاً، وهم الآن يفطرون كل أربع وعشرين ساعة مرة واحدة عند ظهور النجوم .
والنصارى يصومون في كل سنة أربعين يومًا اقتداء بالمسيح عليه السلام ، وكان الأصل في صيامهم الامتناع عن الأكل والشرب بتاتًا، والإفطار كل أربع وعشرين ساعة ، ثم قصروه على الامتناع عن أكل كل ذي روح وما ينتج منه. “مجلة الأزهر المجلد الخامس ص 622”.
وذلك إلى جانب صيام آخر مندوب ، وكذلك الصيام عند من ليس لهم دين سماوي.