مواطن تستحب الصلاة فيها على النبي ـ ﷺ ـ :
هناك مواضع وأوقات أرشدنا فيها إلى الصلاة والسلام على رسول الله ـ ﷺ ـ نستعرضها الآن:
أولا: ـ في التشهد الأخير من الصلاة، وقد اتفق على مشروعية الصلاة على رسول الله ـ ﷺ ـ في هذا الموضع واختلف في حكمه على النحو التالي:
أ- فالشافعي وآخرون يقولون بوجوبها.
ب- والإمام مالك يرى أن الصلاة على النبي ـ ﷺ ـ واحدة بالجملة بعقد الإيمان، ولكن لا تتعين في الصلاة.
ج-أما الإمام أحمد فله فيها روايتان: الوجوب وعدمه.
ثانيا: ـ في التشهد الأول: وهو عند الشافعي مستحب وليس بواجب.
ثالثا ـ مطلوب الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله ـ ﷺ ـ يوم الجمعة وليلتها للحديث الصحيح: “أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة.. فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرًا”.
وعن أوس ابن أوس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ـ ﷺ ـ : “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي” فقالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ قال: يقولون: بليت، قال ﷺ: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء” رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.
وفي هذا يقول الإمام ابن القيم: “ورسول الله صلى الله عليه سيد الأنام، ويوم الجمعة سيد الأيام، فالصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره مع حكمة أخرى، وهي أن كل خير نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده، فجمع الله لأمته بين خيري الدنيا والآخرة، فأعظم كرامة تحصل لهم، فإنما تحصل يوم الجمعة، فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة، وهو يوم عيد لهم في الدنيا، ويوم فيه يسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم، ولا يرد سائلهم، وهذا كله إنما عرفوه، وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمن شكره وأداء القليل من حقه أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته”.ثالثا: ـ بعد التكبيرة الثانية في صلاة الجنازة، ويرى الإمامان مالك وأبو حنيفة استحبابها، ويرى الشافعي وأحمد وجوبها.
رابعا: ـ بعد إجابة المؤذن، وعند الدعاء.
خامسا: ـ عند دخول المسجد وعند الخروج منه، لحديث الترمذي وابن ماجه عن فاطمة – رضي الله عنها – قالت: كان رسول الله ـ ﷺ ـ إذا دخل المسجد يقول: “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك” وإذا خرج قال: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك” .
سادسا : ـ عند الصباح وعند المساء، لحديث أبي الدرداء: “من صلى علي حين يصبح عشرًا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة.
سابعا : ـ عند ذكر النبي ـ ﷺ ـ في كل حال وعلى كل حال؛ وذلك للأحاديث المرهبة من عدم الصلاة عليه ـ ﷺ ـ كلما ذكر اسمه الشريف.
واختلف العلماء نتيجة للأحاديث السابق بيانها، هل حكم ذلك الوجوب أم الاستحباب.
ثامنا: ـ عند الشدائد والهم وطلب المغفرة لحديث أبي بن كعب حين قال للنبي ـ ﷺ ـ: “أجعل لك صلاتي كلها، (أي اجعل كل دعائي صلاة عليك يا رسول الله ، فقال رسول الله ـ ﷺ ـ : “إذا تكفي همك ويغفر ذنبك” رواه الترمذي وهو حسن.
تاسعا : ـ ومن مواطن الصلاة على النبي ـ ﷺ ـ إذا ارتكب العبد ذنبًا لقوله ـ ﷺ ـ: “صلوا علي فإن الصلاة علي كفارة لكم” وذلك رجاء أن يكفر الله بها السيئات.
عاشرا: ـ ومن المواطن أيضاً في الخطب كخطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء وغيرها،وفي الصلاة في غير التشهد، نص عليه الإمام أحمد إذا مر ذكر اسمه ـ ﷺ ـ أو صفته في النافلة.
حادي عشر :ـ عند الحاجة، قال ذلك ابن القيم وأورد حديث “من صلى علي كل يوم مائة مرة قضي الله مائة حاجة: سبعين منها لآخرة وثلاثين منها لدنياه” .
وهناك مواضع أشار إليها العلماء وهي إما مبنية علي ما دار عليه العمل في الأجيال المختلفة دون معارضة، أو على القواعد والأدلة العامة الدالة على استحباب الذكر، وحيث إن الصلاة على النبي ـ ﷺ ـ من الذكر فقد أرشدوا إليه، أو أنه ورد فيها نقول عن أصحاب رسول الله ـ ﷺ ـ أو التابعين، ومن ذلك :
في آخر القنوت.
عند الفراغ من تلبية الآذان.
عند استلام الحجر.
إذا قام المسلم من نوم الليل .
عقب ختم القرآن.
عند القيام من المجلس.
عند تبليغ الناس العلم.
عند خطبة الرجل المرأة.
في كل موطن يجتمع فيه لذكر الله .
عقب الصلوات.
عند كل كلام ذي بال.
في أثناء صلاة العيد.
المواطن والأوقات التي يكره فيها الصلاة والسلام عليه :
كره الأحناف للتاجر أن يصلي على النبي ـ ﷺ ـ عند فتح بضاعته وعرضها على المشتري إذا قصد بذلك تحسين بضاعته وترغيب المشتري فيها، لا الاحتساب وطلب الثواب، وقالوا ينبغي أن يحمل على الكراهة التحريمية، وإذا قصد المثوبة وغيرها فتكون كراهة تنزيهية.
قال العيني في تحفة الملوك: يحرم التسبيح والتكبير والصلاة على النبي ـ ﷺ ـ عند عمل محرم، ومن ذلك عند الإعجاب بامرأة تمر أمامه. أو بمرتكب لمعصية أو غير ذلك.
كذلك يجب على المسلم أن يراجع نفسه فيما يفعله من قسم برسول الله ـ ﷺ ـ فقد ورد النهي عن أن يقسم المسلم بغير الله تعالى.