لم يرد شيء بعينه عن النبي -ﷺ- عند شراء بين جديد أو بنائه، وقد قال الفقهاء : لا يجب شيء بعينه إلا شكر الله تعالى والاعتراف بفضله، وبعض الفقهاء كالإمام الشافعي رأي وجوب الذبح شكرا لله تعالى ليس لغير ذلك، وقال البعض بإباحة الذبح إن كان خالصا لله تعالى، وقال المالكية بكراهة الذبح، لعدم التشبه بمن يذبحون للجن خوفا منهم أو تقربا إليهم.
مع اتفاق الجميع على حرمة الذبح للجن، وحرمة اعتقد أن الذبح نفسه يجلب نفعا أو أن تركه يجلب ضررا، ولكن إنما يجوز أو يستحب إذا كان بنية الشكر على نعمة الله تعالى وإطعام الطعام، الذي هو مطلوب شرعا، ويمكن التصدق بدل الإطعام.
ويمكن القول باستحباب قراءة القرآن في المكان الجديد، وخاصة سورة البقرة، طردا لما قد يكون به من جن أو شياطين، وتحصينا له أيضا، وتبركا بالقرآن، حيث إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض.
ويستحب الإكثار من الطاعة وفعل الخيرات في هذا المكان ـ بيتا أو محلا أو غيره.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :
الواقع أن تصورات كثير من الناس عن هذا العالم غير المنظور الذي هو الجن تختلف… فهناك من يغالون في الإثبات، ومن يغالون في النفي.
فقوم ينكرون الجن وينفون وجود هذا العالم، لأنهم لا يؤمنون إلا بالمحسوس. وهذا غلو.
وفي مقابلهم قوم يثبتون الجن ويدخلونهم في كل صغيرة وكبيرة، فالجن على رءوسهم وعلى عتبات بيوتهم ،و الجن في الليل، والجن في النهار، والجن في كل مكان . حتى يتصور كأن الجن هم الذين يحكمون العالم.
وهذا أيضًا غلو… يتنافى مع الإسلام…
الإسلام دين وسط، جاء وأقر هذه الحقيقة وهي وجود الجن، وإثبات عالمهم، والأخبار المتواترة عن حضور الجن واستحضاره، تنقلها الأجيال بعضها عن بعض ولا زال إلى الآن.
ومعظم القائلين بتحضير الأرواح، تبين أنهم يستحضرون الجن لا الأرواح، كما ذكر الدارسون لهذه الظاهرة.
فالجن موجودون… لا شك في ذلك. أما أن يعتقد الناس أنهم يملكون هذه السلطة وذلك التأثير في العالم، حتى في سكنى المنزل الجديد، فمن لم يذبح شاة، احتلوا بيته ونغصوا عليه حياته… هذه العقيدة ما نزل بها وحي، ولا نطق بها دين، وذلك من أمور الغيب لا يصح إصدار حكم فيه ومعرفة عنه، إلا عن طريق المعصوم -ﷺ- فما لم يرد عنه، ولا أصل له، فلا ينبغي الاعتقاد به ولا أن يقام له اعتبار في الدين.
وعلى هذا فالقول بوجوب الذبح عند سكني بيت جديد مخافة الجن ودفعا لشرورهم وأذاهم لا أساس له. انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :
الوليمة لبناء الدار مستحبة كبقية الولائم التي تقام لحدوث سرور أو اندفاع شر، وتسمى الوليمة للبناء وكيرة، ولا تتأكد تأكد وليمة النكاح.
وقد ذكر بعض الشافعية قولا بوجوبها، لأن الشافعي قال : بعد ذكر الولائم -ومنها الوكيرة- : ولا أرخص في تركها. وذهب بعض المالكية إلى أنها مكروهة، وعن بعضهم أنها مباحة.