تقوم المصارف الإسلامية بخدمات اجتماعية وإسلامية وهذا هدف من أهدافها مع الوضع في الحسبان أنه ليس من الضروري أن تكون كل المصارف الإسلامية تقوم بهذا الدور بالكامل ولكن كل مصرف يأخذ من هذا الدور بسبب بحسب ظروفه المالية والأولويات التي يضعها مجلس إدار البنك ونستطيع أن نلخص بعض هذه الأعمال فيما يلي :-

1 – العمل على إزكاء وتعظيم وتنمية وتطوير ثقة المواطنين بالنظام الاقتصادي الإسلامي باعتباره هو الطريق الوحيد لرفاهية الأمة وإصلاح حالها ، وإنه السبيل الوحيد المضمون لخلاصها من المشاكل والأزمات التي تعاني منها ، وأن أحد أهم الأحداث المستخدمة في إحياء الفرائض الإسلامية فريضة الزكاة ، وتبيان مفهومها ، وأهميتها ، وأنواعها ، وأوجه مصارفها باعتبارها أولاً وأخيراً حقاً معلوماً للفقراء في أموال الأغنياء .

2 – حصر كافة المستحقين للزكاة ، والاتصال بهم ، وترتيب تلقيهم لأموالها ، وفي الوقت ذاته إخراجهم من حالة الفقر الخاملة إلي حالة الاستغناء الفاعلة ، وبزيادة قدرتهم على العمل الشريف ، وتسخيره ، وتيسيره لهم بأموال الزكاة ، ثم طرد شبح الفقر من المجتمع الإسلامي وإلى الأبد .

3 – العمل على إنشاء دور العلم التي تقدم خدماتها مجاناً للمسلمين سواء أكانت دوراً لإكساب المعرفة ، أو للتدريب العملي أو التأهيل الفني ، أو للارتقاء التعليمي والوظيفي والمهني بهدف القضاء على الجهل بين أفراد المجتمع الإسلامي ، وتشجيع البحث العلمي، والانفاق على البعثات العلمية ، والأبحاث الخاصة بعلماء المسلمين لتطوير المجتمع الإسلامي، وبعث نهضته .

4 – إنشاء المستشفيات والمعاهد العلمية الصحية التي تقدم خدماتها مجاناً لأبناء الأمة الإسلامية ، وبالشكل الذي يقضي تماماً على مشاكل الأمراض المتوطنة ، والشعبية التي تعاني منها الأمة الإسلامية ، خاصة للفقراء الذين لايجدون المال للعلاج وفي الوقت ذاته زيادة قدرة الأمة على تخليق العلاج المناسب لهذه الأمراض .

5 – تأكيد جماعية العمل الاجتماعي الإسلامي ، وفتح مجالات الخير أمام الأفراد ، الأمر الذي من شأنه أن يزيد ، ويجلب البركات الإلهية ، ويعم الخير والرفاهية ، ومن ثم القضاء على بؤر الأمراض الاجتماعية المدمرة ، وفي الوقت ذاته زيادة قدرة المجتمع على توظيف موارده البشرية وغير البشرية بفاعلية كاملة .

6 – زيادة الالتحام والتكافل والتكاتف بين أفراد الأمة الإسلامية بإيجابية الزكاة من خلال إعطاء كل ذي حق حقه من المستحقين في مصارف الزكاة الشرعية ، والتعامل مع طموحات وأحلام الأمة بالتعرف على مشاكلها وأحلامها وطموحاتها ، والعمل على معالجة هذه المشاكل وتحقيق تلك الأحلام والوصول إلى تلك الطموحات ، وتعظيم المنفعة بين أفراد الأمة ، وتفجير طاقات البذل والعطاء ، وتمويل الطاقات المعطلة والخاملة إلى طاقات منتجة فاعلة ومتفاعلة ؛ تضيف إلى إنتاج الأمة مما يخفف المعاناة عن أفراد الأمة الإسلامية ، وسد حاجة الأسر ، وفي الوقت ذاته القضاء على كافة صور الإسراف والفاقد والتالف ، بزيادة روح الانتماء والولاء والحرص على أموال المسلمين .

7 – التخفيف عن ويلات المسلمين في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية التي يتعرضون فيها للظلم ، أو الكوارث طبيعية وغير طبيعية ، أو لغيرها مما يعود على المسلمين بالضرر ، ومعاونتهم لصد هذه الأخطار والصمود أمامها ، بل والانتصار عليها .

8 – ارتباط البعد الاجتماعي للبنوك الإسلامية ارتباطاً شديداً بالبعد الاقتصادي لتنمية هذه البنوك ، حيث إن نجاح البنك الإسلامي في زيادة حجم الثروة والدخل لأفراد الأمة الإسلامية كفيل بزيادة موارد البنك ، وكذا موارد الزكاة ، كما أن نجاح البنك في نشر وتعميق الوعي الديني يساعد على ترشيد سلوكيات أفراد المجتمع ، والحد من الإسراف والبذخ، وزيادة الوعي الادخاري والاستثمار وفي الوقت ذاته زيادة رفاهية جميع أفراد الأمة الإسلامية.

حررت هذه الفتوى اعتمادا على المراجع الآتية بإيجاز شديد وتصرف يسير

-المعاملات المالية المعاصرة في الفقه الإسلامي للدكتور محمد عثمان شبير.
-البنوك الإسلامية بين الحرية والتنظيم، والتقليد والاجتهاد ، والنظرية والتطبيق د. جمال الدين عطية.
-المصارف الإسلامية بين الفكر والتطبيق الشيخ محمد عبدالحكيم زعير – د. حسين شحاته.
-ما معنى بنك اسلامي د. سعيد الهواري.
-الربا بين الاقتصاد والدين عز العرب فؤاد.