يقول الدكتور محمد سيد أحمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر-رحمه الله تعالى- :
شأن المسلم إذا أراد الصلاة أن يستحضر عظمة الله جل شأنه ويذهب إلى مُصَلَّاه بوقار وسكينة من غير تسرّع في المشي أو استعجال في النفس، وفي الحديث الصحيح أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ـ ﷺ ـ يقول: “إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تَسعَون، وائتُوها وأنتم تَمشُون وعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصَلُّوا وما فاتكم فأتِمُّوا”.
ومن الأدب الإسلاميّ أن يؤذَّن للصلاة وأن يقام، سواء كنا نصلّي فرَادَى أو في جماعة، فإن الشيطان يدبر عند سماعهما وقد أخبرنا بذلك الصادق المصدوق سيدنا محمد ـ ﷺ ـ . كذلك علمنا الإسلام أن نتهيأ للفريضة بأداء السنة قبلها حتى تسكن النفس وتطمئن.
ونهانا الرسول ـ ﷺ ـ عن الصلاة بحضرة الطعام لما فيه من اشتغال القلب به وذهاب كمال الخشوع، فقال كما في صحيح مسلم: “إذا قُرّب العشاء وحضرت الصلاة فابدأوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم”. كذلك نهانا المصطفى عن الصلاة مع مدافعة البول والغائط، فقالت عائشة سمعت رسول الله ـ ﷺ ـ يقول: “لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو
يدافعه الأخبثان”.
وإذا دخل المسلم في الصلاة استفتح قبل القراءة ودعا بالدعاء الوارد: “اللهم باعد بيني وبين خطايايَ كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من خطايايَ كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطايايَ بالثلج والماء والبَرَد” ثم يتأمل ما يقرأ من القرآن، ويركع ويسجد بطمأنينة وخشية، ويعبد الله كأنه يراه، وبذلك يؤدي الصلاة كاملة غير منقوصة.