شرع الله تعالى الزواج، لما فيه من الاستقرار النفسي والاجتماعي والخلقي لدى المسلم والمسلمة، وإذا عرض أمر الزواج للمسلم أو المسلمة، كان من السنة استخارة الله تعالى، بصلاة ركعتين، ودعاء يعقب الصلاة، يسأل الله تعالى بعدهما أن يكتب الخير للإنسان، على ألا يكون ميالا لشيء بعينه، بل يفوض الأمر لله تعالى، وهو يقدر الخير له إن شاء الله، وتفويض الأمر لله، لا يجعل المرء قلقا إن لم يقدر الله له الأمر، بل يعلم أن كل ما يكتبه الله للعبد هو خير إن شاء الله تعالى .
يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي :
المؤمن يجب عليه أن يعتقد اعتقادًا جازمًا أنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما يريد، وأن يؤمن بالقدر خيره وشره، فإذا كانت عقيدته على هذا النحو كان هادئ النفس في حياته، راضيًا بما يقدره الله له فيها، مستعينًا بالله في كل أموره، سائلاً مولاه أن يقدر له الخير حيث كان، فإنه لا يدري أين يكون الخير في حقيقة الأمر، فقد تتعلق نفسه بشيء وهو شر له، وقد تكره نفسه شيئًا وهو خير له قال تعالى (وعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) البقرة : 216
ولذلك فإنه من الخير للإنسان في حياته ألا يتعلق قلبه تعلقًا شديدًا بأمر من الأمور، يخشى ضياعه، أو عدم تحققه، فإن ذلك يعرضه إلى الحسرة والسخط على قضاء الله إذا جاءت الأمور على غير ما يحب ويهوى .
نقول لكل مسلم ومسلمة : عليك أن تثق في قضاء الله وقدره، وأن الأمر كما قال رسول الله ـ ﷺ ـ في نصيحته لابن عباس: “واعلم أن الناس لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجَفَّت الصحف .
ويجب أن يتجرد من الميل والرغبة تجردًا تامًّا، ثم يصلي ركعتي الاستخارة، ويستخير الله ـ تعالى ـ في شأن زواجه، وسيشرح الله صدره لما هو خير له في الدين والدنيا،ولا يتردد بعد صلاة الاستخارة للزواج.
ودعاء الاستخارة كما علمه رسول الله ـ ﷺ ـ أن يقول: “اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدر بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: في عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان وأرضني به” قال: ويسمي حاجته، رواه البخاري .
ويطمئن ويثق بما يكتب الله له فهو خير في كل حال باذن الله تعالى.