متى يجوز للإنسان أن يتيمم:
يجوز للإنسان أن يَتيمَّم بدلاً من الوضوء أو الغُسل في عدَّة حالات، منها: إذا لم يجد الماء أصْلاً، أو وجده ولكن لا يَكْفيه للطَّهارة، أو كان به جراحة أو مرض وخافَ من الماء زيادة المرض أو تأخُّر الشفاء أو كان الماء شديد البرودة وغلب على ظنه حصول ضَرَرٍ باستعماله وقد عجز عن تَسْخِينه، أو كان الماء قريبًا منه وخافَ من طلبه فوتَ الرُّفقة أو خَاف على نفسه أو عِرْضه أو ماله ضررًا من عدو أو حيوان مفترس مثلاً، وكذلك إذا عجز عن استخراج الماء من العُمق، أو خاف تُهمة له يتضرَّر بها عند استعمال الماء في الغسل، كمن بات عند صديق متزوِّج وأصبح جنُبًا بالاحتلام مثلاً … أو كان مُحتاجًا إلى الماء في شرب أو طبخ أو عجن أو إزالة نجاسة، أو خاف من استعماله خروج وقت الصلاة.
بم يكون التيمم وكيفيته:
والتيمُّم يكون بالتراب الطَّاهر وكلُّ ما كان من جنس الأرض كالرَّمل والحَجَرِ والجَصِّ، وكيفيته: أن يُقدِّم النيَّة ثم يضرب الصَّعيد الطَّاهر بيديه ويَمْسح بهما وجْهه ويديه إلى الرُّسْغين، ويَكفي في ذلك ضربة واحدة كما تدل عليه الأحاديث القويَّة. وقال بعض الأئمة، لابد من ضربتين، إحداهما للوجْه، والأخرى لليدين، على أن يكون مسحُهما إلى المِرْفقين لا إلى الرُّسْغين .
كم صلاة يصليها المسلم بالتيمم الواحد:
ويُصلِّي بالتيمُّم الواحد للوقت ما شاء من الفرائض والنَّوَافل، وقال بعض الأئمة: لا يُصلِّي بالتيمُّم الواحد إلا فرضًا واحدًا وما شاء من النوافل، واشترط بعضهم لصحَّة التيمُّم دخول وقت الصلاة ولم يَشترطْه البعض الآخر.
نواقض التيمم:
والتيمُّم يُنتقَض بكل ما يُنتقَض به الوُضوء والغُسل، وكذلك يُنتقَض بوجود الماء أو القدْرة على استعماله لمَن عَجز عنه.
سبب نزول أية التيمم:
أما سبب نزول آية التيمم في القرآن الكريم فقد ورد فيه حديث السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما، قلت: خرجنا مع النبي ـ ﷺ ـ في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبَيْداء انقطع عِقْد لي، فأقام النبي ـ ﷺ ـ على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معه ماء، فأتى الناسُ إلى أبي بكر ـ رضى الله عنه ـ فقالوا: ألا ترى إلى ما صنعَت عائشة؟ فجاء أبو بكر والنبي ـ ﷺ ـ على فخْذي قد نام، فعاتبَني وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطْعن بيده خاصِرَتي فما يَمْنعني من التحرُّك إلا مكان النبي ـ ﷺ ـ على فخْذي فنام حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله تعالى آية التيمُّم ( فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ) قال أسيد بن حضير: ما هى أول بركتكم يا آل أبي بكر، فقالت: فبعثنا البعير الذي كنتُ عليه، فوجدْنا العقد تحته.