اليمين الذي يقسمها طالب الطب عند تخرجه تشتمل على عدة مواثيق لضمان أن يعمل بها الطبيب في جميع أوقاته، بحيث إذا خالف واحدا منها حنث ووجبت عليه كفارة اليمين . وكلما ترك واحدا منها وجبت عليه كفارة اليمين؛ لأن اليمين لعموم الأزمنة .

قال فضيلة الشيخ حسن مأمون مفتي مصر الأسبق:
إن صيغة اليمين التي يحلف بها طالب الطب تشتمل على عدة أيمان بعدد المحلوف عليه، وإن لم يذكر المقسم به لفظا إلا مرة واحدة في أول هذه الأيمان إلا أنه ملحوظ ذكره مقدما على كل محلوف عليه، وهى وإن كانت مطلقة عن الوقت إلا أنها مقيدة بقرينة الحال أي: يكون الحالف طبيبا مشتغلا، فكأن الحالف قال في قسمه: أقسم بالله العظيم بأنني مادمت طبيبا سأكرس حياتي لخدمة الإنسانية، أقسم بالله العظيم بأنني مادمت طبيبا سأقوم بتقديم واجب الاحترام والشكر اللائقين لأساتذتي الكرام – وهكذا بقية أفراد المقسم عليه فكل منها يمين مستقلة على إتيان بفعل في المستقبل حالة كون الحالف طبيبا – فما دام الحالف متصفا بهذا الوصف وجب عليه شرعا أن يبر بهذه الأيمان جميعها – وكلما ترك واحدا منها حنث في يمينه، ووجبت عليه كفارة اليمين؛ لأن اليمين حينئذ لعموم الأزمان – فكلما ترك المحلوف عليه حنث مهما تكرر منه ذلك في أحد أفراد المحلوف عليه، أو فيها جميعا حتى يتحقق الغرض المنشود من تشريع هذه اليمين لكل طالب طب تخرج و أراد أن يزاول مهنته بين الناس – فإن هذه الأيمان مواثيق لضمان أن يعمل بها الطبيب في جميع أوقاته وفى جميع حالاته بحيث إذا خالف يمينا منها كان حانثا، وعليه أن لا يكرر هذا الحنث مرة أخرى، وأن يعود إلى طاعة ما يقضى به القسم الذي تعهد بأن يكون دستوره في حياته الطبية .