المسألة مرتبطة بالرؤية فمتى تحققت دخل الشهر سواءً كان بعد تسع وعشرين أو ثلاثين .
أما ما جاء في صحيح مسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “شهرَا عيدٍ لا ينقصان: رمضان وذو الحجة”. فمعناه أن الأجر والثواب المرتَّب على الطاعة في هذين الشهرين من الصيام والحج لا ينقص سواءً كان الشهر ثلاثين ليلة، وكان الآخر تسعًا وعشرين.

يقول الدكتور محمد سيد المسير ” أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر ” :

الصيام في رمضان والفطر منه مرتَبِطان برؤية الهلال، والمسلمون مُطالَبون شرعًا باستطلاع الهلال عقب تسع وعشرين ليلة من كل شهر قمري، فإن شهدوا الهلال كان ذلك بدءًا للشهر التالي وإلا أتموا الشهرَ الذي هم فيه ثلاثين، ولا يمكن أن يَزِيد الشهر القمري عن الثلاثين .

ففي صحيح مسلم عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: “الشهر تسع وعشرون فإذا رأيتُم الهلالَ فصُوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له”، وفي رواية: “فاقدروا ثلاثين .

ومن هنا فلا يُعقَل أن شهر رمضان لا ينقُص عن ثلاثين، فهذا غير وارد ولا صحيح بل المسألة مرتبطة بالرؤية فمتى تحققت دخل الشهر سواءً كان بعد تسع وعشرين أو ثلاثين .

لكن جاء حديث شريف في صحيح مسلم نصه هكذا عن أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “شهرَا عيدٍ لا ينقصان: رمضان وذو الحجة .
والمعنى أن الأجر والثواب المرتَّب على الطاعة في هذين الشهرين من الصيام والحج لا ينقص سواءً كان الشهر ثلاثين ليلة، وكان الآخر تسعًا وعشرين فليس مرادًا من الحديث الشريف، وقد يكون واقعًا في بعض السنوات “.

ونحن كمسلمين في حاجة ضرورية إلى تحرِّي رؤية الهلال واستطلاعه بدقة؛ لأن كثيرًا من الأحكام الشرعية متوقِّفة على ذلك، فالحج أشهر معلومات هي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، والصيام يقع في شهر رمضان، والزكاة تجب بانقضاء الحول القمري كما تتعلق بالأهلة عدة النساء في الطلاق والوفاة إلى غير ذلك من الأحكام الفقهية .

ولهذا كان من السنة أن يقول المسلم عند رؤية الهلال في أول الشهر: الله أكبر، اللهم أهِلَّه علينا بالأمن والأمان والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تُحبُّ وترضى، ربُّنا وربُّك الله “.