جاء في المُغني لابن قدامة وشرحه “ج 1 ص 438” أن المشهور عن أحمد بن حنبل أن المُؤَذِّن يجعل إصبعه في أذنيه، وعليه العمل عند أهل العلم وهو مُسْتحب قال الترمذي لما روى أبو جحيفة أن بلالاً أذَّن ووضع إصبعيه في أذنيه، مُتفق عليه، وعن سعد مُؤذن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر بلالاً أن يجعل إصبعيه في أذنيه قال “إنه أرفع لصوتك.
وروى أبو طالب عن أحمد أنه قال: أَحَبُّ إليَّ أن يجعل يديه على أذنيه، لحديث أبي محذورة وضم أصابعه الأربع ووضعها على أذنيه، وحكى أبو حفص عن ابن بطة قال: سألت أبا القاسم الخرقي عن صفة ذلك فأرانيه بيديه جميعًا فضم أصابعه على راحتيه ووضعهما على أذنيه. واحتج لذلك القاضي بما روى أبو حفص بإسناده عن ابن عمر أنه كان إذا بعث مؤذنًا يقول له: اضمم أصابعك مع كفيك، واجعلهما مضمومة على أذنيك، وبما روى الإمام أحمد عن أبي محذورة أنه كان يضم أصابعه، والأول أصح لصحة الحديث وشهرته وعمل أهل العلم به، وأيُّهما فعل فحَسن وإن ترك الكُلَّ فلا بأس . انتهى.
هذا ما جاء في المُغني عن استحباب وضع الإصبعين في الأذنين أو وضع الأصابع كلها على الأذنين وكما قال ابن قدامة: وضع الإصبعين في الأذنين هو الأصح والحكمة في ذلك ـ كما ذكر في الحديث ـ أنه أرفع للصوت ـ والعلاقة بين الصوت وسد الأذنين بالإصبعين تحتاج إلى تأصيل من المُختصين.
إن الموضوع لا يحتاج أكثر من هذا ، ولا ينبغي الجدل فيه كما ختم ابن قدامة به الإجابة: أيُّهما فَعَلَ فَحَسَن، وإن ترك الكُلَّ فلا بأس.