على المسلم إذا ارتكب ذنبًا من الذنوب التي فيها حد أن يستر على نفسه ويتوب إلى ربه ويكثر من الاستغفار والندم ولا يتكلم فيما فعل من الفاحشة إلى أحد من الناس لأن الأصل في الفواحش إذا لم تنتشر ويعلم الناس بها أن تستر ولا تعلن حتى لا يتناوله الناس بألسنتهم ويفضح بعضهم بعضا فيشيعون الفاحشة في الناس والله يقول “إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون” .

والرسول(عليه الصلاة والسلام) حين جاءه ماعز واعترف بالزنا حاول الرسول أن يثنيه عن هذا الاعتراف وقال له لعلك لامست أو قبلت ولكن ماعزاً أصر واعترف صراحة بما فعل فأقام عليه الصلاة والسلام عليه الحد.

وجاء رجل قد سرق فقال له النبي أسرقت قل لا . يريد بذلك أن يقول الرجل كلمة تبعد عنه قطع يده ولا يريد أن يحابيه في أمر السرقة وأخذ مال الغير لأن هذا أمر مقطوع به أن مال الغير حرام إلا بطيبة من نفسه كذلك قد جيء بإنسان قد فعل الفاحشة وقال الشهود إننا رأيناه على الصورة المعتمدة شرعا فقال عمر للشهود هلا سترتم عليه فالإسلام لا يتصيد أخطاء الناس يريد أن يفضحهم ولكنه يربيه على الخوف من الله وعلى أن يستر كل إنسان نفسه إن وقع في فاحشة ولا يتكلم حتى لا يجترئ الناس على الفواحش.

ولما سرقت المرأة المخزومية وأمر النبي –صلى الله عليه وسلم– بقطع يدها كلمه أسامه بن زيد ليشفع لها عند النبي حتى لا تقطع يدها فقال النبي: هلا فعلتم ذلك قبل أن أعلم بالأمر إن الحاكم إذا علم لا يجوز له التهاون في حدود الله . يعني بذلك أنهم لو ستروا على المرأة واصطلحوا معها ومع أهلها ولم يرفعوا الأمر إلى الحاكم وهو رسول الله لكان ذلك جائزاً.