القول بأن من نظر إلى خاتم النبي ﷺ يحصل له كذا وكذا لا يوجد له دليل، ونخشى أن يكون من التقول على الله بغير علم.
ما هو حكم من كذب على النبي
الكذب على النبي صلى عليه وسلم فهو ذنب عظيم متوعد عليه بالنار، لقول النبي ﷺ: “من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار”. متفق عليه. وقوله ﷺ: “من حدث عني بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين”. رواه مسلم.
• قال القرطبي رحمه الله: اتفقت الأحاديث الثابتة على أن خاتم النبوة كان شيئًا بارزًا عند كتفه الأيسر، قدره قدر بيضة الحمامة.
ما هي قصة الراهب بحيرا مع الرسول
روى الترمذي والحاكم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه النبي ﷺ في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت، قال: فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله ﷺ. قال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له: أشياخ من قريش ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل قال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال في الشجرة عليه فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه! قال: فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إذا رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه، فالتفت فإذا بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس، وإنا قد أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك هذا فقال هل خلفكم أحد هو خير منكم قالوا إنما اخترنا خيرة لك لطريقك هذا، قال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا، قال: فبايعوه وأقاموا معه، قال: أنشدكم الله أيكم وليه؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت. قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقال العجلوني: في كشف الخفاء بعد روايته له من طريق البيهقي والخرائطي: هذا حديث ضعفه الذهبي لقوله في آخره: وبعث معه أبو بكر بلالا، فإن أبا بكر لم يكن إذ ذاك اشترى بلالا. وقال الحافظ ابن حجر: الحديث رجاله ثقات وليس فيه منكر سوى هذه اللفظة فيحمل على أنها مدرجة مقتطعة من حديث آخر.
وقال البيهقي هذه قصة مشهورة عند أهل المغازي.
وذكر الجلال السيوطي في الخصائص الكبرى لها شواهد. وقال النجم: رواه الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، وابن أبي شيبة والبيهقي وأبو نعيم والأصبهاني والخرائطي في الهواتف، وابن عساكر عن أبي موسى ثم ذكر الحديث باللفظ المتقدم آخرا، وقال الترمذي بعد ذكره الحديث: إنه حسن غريب لا نعرفه إلا من طريق أبي نوح قراد واسمه عبدالرحمن بن غزوان وهو ممن خرج له البخاري، ووثقه جماعة من الحفاظ، وقد سمعه منه أحمد وابن معين، وأبو موسى إما أن يكون تلقاه من النبي ﷺ فيكون أبلغ أو من بعض كبار الصحابة أو كان مشهورا فأخذه بطريق الاستفاضة.انتهى كلام العجلوني.
وقد تابع الألباني ابن حجر فصحح الحديث في تحقيقه لسنن الترمذي وللمشكاة فقال: صحيح؛ لكن ذكر بلال فيه منكر.