ورد في الحديث قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “إنكم تُدعَون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسِّنوا أسماءكم” رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه عن أبي داود.
ولكن جاء في حديث تلقين الميت أن الملقن يناديه بقوله: يا فلان ابن فلانة، وأن رجلاً قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم: “كيف يَنسُبه إذا لم يُعرَف أمه؟ قال “يَنسُبه إلى حواء” . فكيف نوفِّق بين الحديثين؟ المعروف أن أقوى الحديثين هو الذي يُقدم إذا لم يكن التوفيق بينهما، وقال النووي عن هذا الحديث إنه ضعيف فيقدم عليه الحديث الأول. وعليه فيكون النداء يوم القيامة باسم الأب.
وقد يقال: إن حديث التلقين وإن كان ضعيفًا يراد بذكر أمِّ الميت أنها هي المعروفة بيقين أنها أمه، أما أبوه فقد يكون غير ما اشتُهر به الميت فيُعتَمد على المتيقَّن وهو نَسَبُه إلى الأم. أما في يوم القيامة فالله والملائكة هم الذين يُنادون الميت بالقيام من القبر وبالحشر وبالحساب وغير ذلك والأب الحقيقي معروف فيُعتمد عليه في الانتساب. لأن الانتساب شرعًا هو للأب أصلاً.