حث الإسلام على تسوية الصفوف ،لما في ذلك من تقدير لمكانة الصلاة ،وتعلم لمبدأ من أهم المبادئ ،وهو النظام، والأفضل أن يبدأ الصف من وسط الإمام، ويمين الصف أفضل من يساره ،ولكن إن بدأ الصف من أي جهة صحت الصلاة .

وقد جاء في الموسوعة الفقهية الصادرة عن وزارة الأوقاف بالكويت:

ومن تسوية الصفوف إكمال الصف الأول فالأول ، وأن لا يشرع في إنشاء الصف الثاني إلا بعد كمال الأول ، وهكذا . وهذا موضع اتفاق الفقهاء لقوله صلى الله عليه وسلم : { أتموا الصف المقدم ثم الذي يليه ، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر } وقوله صلى الله عليه وسلم : { من وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله } . وعليه فلا يقف في صف وأمامه صف آخر ناقص أو فيه فرجة ، بل يشق الصفوف لسد الخلل أو الفرجة الموجودة في الصفوف التي أمامه ; للأحاديث السابقة . فإذا حضر مع الإمام رجلان أو أكثر ، أو رجل وصبي اصطفا خلفه . ولو حضر معه رجلان وامرأة اصطف الرجلان خلفه والمرأة خلفهما ، ولو اجتمع الرجال والنساء والصبيان والصبيات المراهقات وأرادوا أن يصطفوا للجماعة وقف الرجال في صف أو صفين أو صفوف مما يلي الإمام ، ثم الصبيان بعدهم ، وفي وجه عند الشافعية يقف بين كل رجلين صبي ليتعلم أفعال الصلاة . ثم يقف النساء ولا فرق عند المالكية والشافعية بين الكبيرة والصبية المراهقة .

أما الحنفية والحنابلة فيرون أن الصبيات المراهقات يقفن وراء النساء الكبيرات . ويتقدم بالنسبة لهؤلاء جميعا في الصفوف الأول الأفضل فالأفضل لما رواه أبو مسعود رضي الله عنه قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول : استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ; ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم } . ولما رواه عبد الرحمن بن غنم من حديث { أبي مالك الأشعري قال : ألا أحدثكم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فأقام الصلاة وصف الرجال وصف خلفهم الغلمان ثم صلى بهم ، فذكر صلاته ثم قال : هكذا صلاة . قال عبد الأعلى – راوي الحديث – : لا أحسبه إلا قال : صلاة أمتي } .
وإن لم يحضر مع الإمام إلا جمع من النساء صفهن خلفه ، وكذا الاثنتان والواحدة . ومن أدب الصف أن تسد الفرج والخلل ، وأن لا يشرع في صف حتى يتم الأول ، وأن يفسح لمن يريد دخول الصف إذا كانت هناك سعة ، ويقف الإمام وسط الصف والمصلون خلفه لقوله صلى الله عليه وسلم : { وسطوا الإمام وسدوا الخلل } ” ومقابل الإمام أفضل من الجوانب ، وجهة يمين الإمام أفضل من جهة يساره لقوله صلى الله عليه وسلم : { إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف } .