يقول الله سبحانه: ( إذْ قَالَ يُوسُفُ لأبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا والشَّمْسَ والقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (سورة يوسف: 4)ويقول:( ورَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ وخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) (سورة يوسف : 100).

في هاتين الآيتين ثلاث نقاط: الأولى أسماء الكواكب وكيف سجدت والثانية. عدد إخوة يوسف وأسماؤهم، والثالثة كيف يسجدون لمخلوق والسجود لا يكون إلا لله؟
1 ـ أما أسماء الكواكب فلا يَعنينا معرفتها، لأن المقصود هو العبرة والموعظة ومع ذلك قال القرطبي في تفسيره إنّ أسماءَها جاء ذكرُها مسندًا، رواه الحارث بن أبي أمامة قال: جاء بستانة ـ وهو رجل من أهل الكتاب ـ فسأل النبي عنها فقال:” الحرثان والطارق والذّيال وقابس والمصبح والصروح وذو الكنفات وذو القرع والغليق ووثاب والعمودان” والله أعلم بصحّة هذا الحديث، كما أن بعض الأسماء مختلف في نطقها، ولا يهمنا كل ذلك كما أن كيفية سجودها غير معلومة بطريق صحيح، ويكفي أن يكون بأدنى قرب منه.

2 ـ أمّا إخوة يوسف فأحدَ عشرَ ، وهم: روبيل وشمعون ولاوي ويهوذا وزبالون ويشجر ودان ونفتالي وجاد وآشر وبنيامين، والنطق مختلف عما في التوراة وفي كتب أخرى وذلك أيضا غير مهم.

3 ـ أما سجود إخوتِه له فإنه سجود تحية وليس سجود عبادة بالاتفاق عند جميع العلماء، كما سجد الملائكة لآدم، وكان ذلك من عُرفهم والأعراف مختلفة، وما زال الانحناء والانبطاح على الأرض إلى حدّ تقرَّب فيه الجبهة من الأرض تحية في بعض الشعوب إلى اليوم ومنها شعوب إسلاميّة، والإسلام لا يوافِق على التحية بالسجود، وقد نهى النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أراد أن يسجد له كما يفعل مع الملوك، وذكر القرطبي حديثًا خرَّجه أبو عمر في التمهيد عن أنس قال: قلنا: يا رسول الله أينحني بعضُنا إلى بعض إذا التقينا؟ قال:” لا ” قلنا: أفيعتنِق بعضُنا بعضًا؟ قال:” لا ” قلنا: أيصافح بعضُنا بعضًا؟ قال:” نعم .