إن مُعجزات الأنبياء والرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ كثيرة مُتنوعة، يطول عنها الحديث ولا يتسع لها المجال إن أردنا الإحصاء أو الاستقصاء، فقد أيَّد الله ـ تعالى ـ كل رسول من رسله بمُعجزة أو أكثر، تكون دليلاً على صدْقه وإعجاز الناس أمامه.

فرسولنا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ كانت أبرز مُعجزاته وأبقاها على الدهر هي كتاب الله المجيد الذي يقول فيه ربُّ العزة: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ علَى أنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ولَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا). (الإسراء: 88). وهذا لا يمنع أن لرسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ معجزات أخرى يطول الحديث في تفصيلها.

وأبرز معجزات موسى ـ عليه السلام ـ هي العصا التي يقول عنها القرآن الكريم: (وأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ولاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى). (طه: 69).

وأبرز معجزات عيسى ـ عليه السلام ـ هي إبراء الأعمى والأبرص بإذن الله وإحياء الموتى بإذن الله، والقرآن يقول في سورة المائدة في مُخاطبة عيسى: (وإذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي). (الآية: 110).

وأبزر معجزات داود ـ عليه السلام ـ إِلَانَةُ الحديدِ له، مع تأويب الجبال معه والطير، والله ـ تعالى ـ يقول في سورة سبأ: (ولَقَدْ آتَيْنَا داوُودَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وأَلَنَّا لهُ الحديدَ . أنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وقَدِّرْ فِي السَّرْدِ واعْمَلُواصَالِحًا إنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). (الآيتان: 10 ـ 11).

وأبرز معجزات سليمان تَسخير الريح والجن، والقرآن يقول في سورة سبأ: (ولِسُليمانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ القِطْرِ ومِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ومَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ). (الآية: 12).