ذُكِر كلام كثير وأخبار لا ترقَى إلى درجة الصِّحة أن الذي سمّى الرسول ﷺ باسم محمد هو الله ـ سبحانه ـ قبل الخلق بآلاف السنين. وأن آدم وجد اسمَه مكتوبًا على ساق العرش، وهو ما يزال بين الرُّوح والطين، ووجد اسمه مكتوبًا على أشياء كثيرة في الجنة.
قال ابن قتيبة: من أعلام نبوّته ـ ﷺ ـ أنّه لم يُسَمّ قبله أحد باسم محمد، صِيانة من الله لهذا الاسم، كما فعل مع يَحيى حيث لم يجعل له من قبل سَمِيًّا، قال تعالى: (يا زَكريَا إنا نُبشِّرُكَ بغُلامٍ اسمُه يَحْيى لَم نَجْعَل له من قَبْلُ سَمِيًّا) (سورة مريم : 7) ولما قرب زمنه وبشَّر أهل الكتاب بقربِه سَمَّى قوم أولادَهم بذلك رجاء أن يكون هو، وعدّهم القاضِي عياض ستة فقط، وقال ابن حجر الذي جمع أسماء من تسمّى باسمه في جزء مفرد: إنّهم حوالي العشرين مع تكرير في البعض ووهْم في البعض، وانتهى منهم إلى خمسة عشر نفسًا، ذكر أسماء المشهورين منهم وقال: لم يدرِك الإسلام منهم إلا محمد بن عدي التميمي السعدي، ومحمد بن البراء البكري؛ لأنه صحابيٌّ جزما، وذكر ابن خَلِّكان أنّه لا يعرف أحد سُمِّيَ بمحمد في الجاهليّة إلا ثلاثة محمد بن سُفيان بن مجاشع جدّ الفرزدق، ومحمد بن أُحَيْحة بن الجُلاح أخو عبدالمطلب لأمِّه، ومحمد بن حمران بن ربيعة.
الذي سمى الرسول ﷺ باسم محمد جدُّه عبد المطلب لرؤيا رآها، وهي سلسلة فضِّية ذات أطراف في السماء والأرض والشرق والغرب، وتأويل الكَهنة بأن عَقِبًا يخرج من ظهره يتبعه أهل المشرق والمغرب، أو لرؤيا رأتْها أمّه حين أَخبرت بحمله، وأمرها بتسميته محمّدًا، ولكن ذلك لم يثبُت بطريق صحيح.