يقول الدكتور محمد المختار الشنقيطي ـ من كبار علماء موريتانيا:
أهل مكة يحرمون بالحج من ديارهم، وهذا هو الصحيح لأن ديار أهليهم هي التي تعتبر ميقاتاً لهم .
أما في العمرة فيلزمهم الخروج إلى التنعيم ، وذلك لحديث أم المؤمنين عائشة وهذا الحديث وهو مذهب جماهير العلماء والسلف والخلف أن العمرة للمكي أن يخرج إلى الحل ، ولذلك قالت عائشة : والله ما ذكر التنعيم ولا غيره أي أنه أمرها أن تخرج إلى الحل فاجتهدت فخرجت إلى التنعيم وكان أرفق بها-رضي الله عنها- كما في الرواية الصحيحة عنها .
أما الدليل على أنه يحرم من أدنى الحل : فلأن عائشة مكية أي أنها أخذت حكم أهل مكة إذ لو كانت غير مكية للزمها أن تحرم من ميقات المدينة والدليل على أنها مكية أنها أنشأت عمرتها بعد الحج ولما أنشأت عمرتها بعد الحج فقد أنشأتها وهي في مكة وهذا نص واضح جداً ويقول به جمهور العلماء من السلف الصالح والأئمة الأربعة على أن ميقات المكي هو خارج الحل .
وهناك قول ضعيف أن ميقات المكي للحج والعمرة من بيته وظاهر السنة أنه يحرم من أدنى الحل . انتهى كلام الدكتور الشنقيطي.
والتنعيم هو أقرب الحل إلى مكة ، وهو الذي أمر النبي ﷺ عائشة أن تحرم منه لعمرتها .
والتنعيم هو حد الحرم من جهة المدينة. ويقع في الجهة الشمالية الغربية من مكة، وتقدر المسافة بينه وبين باب الحرم المكي بـ (6148) متراً.