النت وسيلة مباحة ، تستخدم في الخير وتستخدم في الشر ، وأما المقهى فلا بد من وجود رقابة على روادها بحيث لا يستخدمون النت في أمور محظورة كمشاهدة المواقع الإباحية، والتأثر بالمواقع التي تحارب الإسلام وتثير حوله الشبه أو تدعو إلى دين غير الإسلام.

يقول فضيلة الشيخ عبد الرزاق الجاي  ـ أستاذ الحديث وعضو رابطة علماء المغرب :
القاعدة الشرعية الضابطة لكل حركات المسلمين في اختياراتهم وفي تصرفاتهم واحدة؛ وهي ما يؤدي الى حرام فهو حرام.

وبناء عليه فإن استعمال هذه المقاهي استعمالا سيئا يؤدي الى فتح المجال لما حرم الله عز وجل واشاعة الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالواجب على المشرفين على هذه المقاهي ان يعملوا على توجيه روادها ونصحهم وامرهم بالمعروف ونهييهم عن المنكر بالتي هي احسن ، لأن الذي يقصد هذه الاماكن لاشك انه لا دراية له بالاحكام الشرعية ، ولأنه لايتردد على المساجد.

فمن كانت هذه حاله فيجب ان نعامله معاملة المريض الذي يحتاج الى العلاج ولكن العلاج المتدرج الذي ياخذ اوقاتا قد تطول في بعض الاحيان وقد تقصر.

ولذلك نرجو أن يستعمل في هذه المقاهي من له شخصية قوية مؤثرة على الرواد لكي يعمل على تصحيح وتوجيه استعمال وسيلة الانترنت وتوظيفها فيما ينفع رائد هذه المقهى وما ينفع امته.
حيث لا نملك السلطة على اقفال هذه المقاهي التي لاتؤدي دورها الثقافي المنشود فيبقى الحل هو استعمال عاملين قادرين على الترشيد والتوجيه النافع لاستخدام وسائل الاتصال الحديثة سواء كان لرصد المعلومات او للمحادثة. أهـ

يقول الشيخ فيصل مولوي :
استخدام الإنترنت يباح إذا كان فيما هو مباح؛ ويحظر فيما هو محظور ؛وقد يجب استخدامه كوسيلة للدعوة إلى الله لاسيما وأن كثيرًا من مستخدميه لا تتوفر لهم وسيلة أخرى للتعرف على الإسلام إلا تلك الوسيلة. – والأمور بمقاصدها – فمن كان لديه القدرة على استخدامه والدعوة إلى الله من خلاله فعليه أن يقوم بهذه المهمة حيث إن القيام بالدعوة إلى الله من خلال الإنترنت يعد من الفروض الكفائية.

وأما إنشاء مقاهى للإنترنت فلا نرى بذلك بأسًا إذا اقتصر استخدامه على ما هو مفيد ونافع ومباح.
وقد يحدث من بعض من يرتاد هذا المقهى مخالفات فعلى القائمين بالأمر فيه إنكار المنكر وإنذار مستخدمه أنه لن يدخل إلى هذا المكان مرة أخرى لقوله صلى الله عليه وسلم:” من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ” رواه مسلم. (انتهى).

وعليه فإن افتتاح مقاهى للانترنت من الكسب المباح إذا اجتنبت المعاصى والمناظر المخلة بمعنى ضرورة عمل رقابة على مستخدمى الانترنت فى هذه المقاهى .