حمد الله والثناء عليه بما هو أهله في خطبة الجمعة إنما يكون بما ثبت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وما لا محذور فيه شرعاً من مطلق المحامد والثناء على الله تعالى .
أما عبارة في السماء ملكك وفي الأرض سلطانك وفي البحر عظمتك فتركها أولى ؛ لأن فيها إيهاماً ، فقد يظن البعض تخصيص الملك بالسماء فقط ، أو السلطان بالأرض فقط ، وهكذا .
وعظمة الله وملكه وسلطانه وقهره عام في جميع خلقه ، فمن تأمل جميع ما خلقه الله أدرك عظمة الله ، وملكه لذلك ، وسعة سلطانه ، وقهره لجميع خلقه ، قال الله تعالى : ( لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) غافر :57 ، وقال تعالى : ( وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) الذاريات :20، 21 ، وقال تعالى : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ) الأعراف :185 ، وقال تعالى : ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) البقرة :255 ، وقال سبحانه : (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المائدة :120 .