جعل الإسلام للكسب طرقا مشروعة، تضمن صلاح حال الإنسان في كل مكان وزمان، وتضمن أمنا على ماله، وحفظا له، وأي وسيلة للكسب بطرق غير مشروعة لا يقرها الإسلام.

وذكر العلماء الغرر والقمار، كسببين من أسباب تحريم المعاملات، وقد اشتملت مسابقات الفضائيات على التلفاز وغيره، لذا لا يجوز الاشتراك في مثل هذه المسابقات.

يقول الأستاذ الدكتور على السالوس أستاذ الشريعة :

المسابقة في الأمور المباحة دون بذل مال لا حرج فيها، أما المسابقة مع بذل مال لمن يسبق فكان الهدف منها الترغيب في الجهاد والحث عليه، ولذلك جاء في الحديث الشريف: “لا سَبَقَ إلا في خف أو حافر أو نصل”. رواه أحمد، وأبو داود والترمذي وابن ماجه في كتاب الجهاد، والإبل والخيل كانت وسائل القتال ، والنصال كانت للرمي ، والسبق- بفتح الباء- هو المال الذي يجعل للسابق ، وهو كما نرى يتعلق بالجهاد ، غير أن بعض الدول وأهل الخير والإحسان جعلوا أموالاً لمسابقات غير الجهاد.

تكييفها الفقهي وأنواعها:

والمسابقات في عصرنا كثرت وتعددت ، والحديث عنها وبيان أحكامها يحتاج إلى بحث يمكن أن يكون كتاباً كاملاً ، ولذلك ليس حديثي عنها ، وإنما بياني هنا لنوع يسمى بالمسابقة وليس فيه أي نوع من السَبَق ولا يهدف إليه !! فهدف من يقوم به ومن يشترك فيه هو الكسب ، و الكسب هنا ليس حلالاً ، وإنما هو قمار محرم ، فيه ضياع الدين والدنيا معاً !!

تطالعنا الفضائيات ليل نهار بأشخاص مجهولين يعلنون عن مسابقات لكسب الآلاف ، ومئات الآلاف ، والملايين ، و من أراد هذا الكسب فما عليه إلا أن يتصل برقم من أرقام الهواتف المعلنة.

والاتصال بهذه الأرقام ليس بالأجور العادية ، وإنما بأجور مرتفعة جداً لحساب الشركة المقامرة ، وجزء منها لشركة الاتصالات .

والقمار هنا هو أن الشركة تغرم أموالاً في الإعلانات و إعداد المسابقة في انتظار الأموال التي تأتيها من أجور المكالمات .

والذين يتصلون يغرمون العشرات ، أو المئات، وأحياناً الآلاف، يمنيهم الشيطان بالحصول على المبالغ الضخمة ، والسيارات الفاخرة ، وغير ذلك مما هو معلن عنه.

فلو غرم المعلنون عن المسابقات شيئاً مما أعلنوا عنه كان هذا من أموال القمار المحرَّم .

وبعض هؤلاء رأوا أن الدعوة إلى الاتصال فقط قد لا تكفي للإغراء ، فوضعوا أسئلة ساذجة و دعوا إلى الاتصال للإجابة عنها.

ومن تلبيس إبليس جعل الأسئلة دينية ، وتسمية المقامرة باسم : “مسابقة رمضان” ! و المقامرات التي تبيحها قوانين بعض الدول كاليانصيب تخضع لجهات رقابية ، أما مقامرات الفضائيات فلا تخضع لأي جهة رقابية ، و لذلك يعلن المقامرون ما شاءوا ، حتى أعلن بعضهم عن جوائز بعشرات الملايين من الدولارات ، والمخدوعون بهذه الإعلانات لا توجد أي جهة تضمن لهم الحصول على شيء مما يأتي في الإعلانات ، بل يمكن أن يغرموا مبالغ المكالمات الهاتفية ، ثم يظهر أن الملايين كانت سراباً للخداع فقط ، و بذلك يخسر المخدوعون دينهم ودنياهم معاً .أ.هـ